للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقالَ الزُّبير بنُ بكَّارٍ (١): كانَ وجهَ قريشٍ مروءةً، وعلمًا، وشرفًا، وبيانًا، [وجاهًا] (٢)، وقَدرًا، وذكرَ فيه مدائحَ لعَمرو بنِ أبي صبحٍ المزنيِّ، وغيرِه، فممَّا قالَه عمروٌ (٣):

فما عيشُنا إلا الرَّبيعُ ومصعبٌ … يدورُ علينا مصعبٌ ويدورُ

وفي مصعبٍ إنْ غبَّنا القَطرُ والنَّدى … لنا ورق مُعْرَورفٌ (٤) وشَكِيرُ (٥)

[متى ما يرى الرَّاؤون غُرَّةَ مصعبٍ … ينيرُ بها إشراقُه فتُنيرُ] (٦)

يروا مَلِكًا كالبدر أمَّا فِناؤُه … فرَحْبٌ، وأمَّا قدْرُه فكبيرُ

له نِعمٌ مَنْ عَدَّ قصَّر دوَنها … وليسَ بها عمَّا يريدُ قُصورُ

قال (٧): وتُوفي ليومينِ خلَوا مِن شوَّالٍ سنةَ ستٍّ وثلاثين ومئتين، وهو ابنُ ثمانين سنةً. وكذا ذكرَ الحسينُ بنُ فَهْمٍ (٨)، وزاد: إنَّه كانَ إذا سُئلَ


(١) "جمهرة نسب قريش" ص: ٢٠٧.
(٢) ما بين المعقوفتين من" الجمهرة" ص: ٢٠٨.
(٣) الأبيات في "جمهرة نسب قريش" ص: ٢٠٧، و"تاريخ بغداد" ١٣/ ١١٢، و"تاريخ دمشق" ٥٨/ ٢٦٢ مع اختلاف في روايتها.
(٤) أي: طويلٌ. يقال: اعْرَورَفَ النخل: كثُف والتفَّ. "تاج العروس": عرف.
وفي "جمهرة نسب قريش" ١/ ٢٥١: مغرورق، بالغين المعجمة؛ وهو المليء.
(٥) الشَّكيرُ: ما ينبتُ في أصلِ الشجرةِ من الورقِ ليس بالكبارِ. "تاج العروس": شكر.
(٦) البيت ساقطٌ من الأصل، ولا بدَّ من ذكره؛ لأنَّ البيت الذي بعده جوابٌ له.
وقد استدركناه من "جمهرة نسب قريش" ص: ٢١٦.
(٧) "جمهرة نسب قريش" ١/ ٢٥٤.
(٨) الحسينُ بن فَهْمٍ البغداديُّ، عالم بالأخيار والتواريخ والأنساب، كثير الحفظ للحديث، مولده سنة ٢١١ هـ، ووفاته سنة ٢٨٩ هـ. "تاريخ بغداد" ٨/ ٩٢، و "سير أعلام النبلاء" ١٣/ ٤٢٧.