للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذكرَه الذَّهبيُّ في "الميزان" (١)، فقالَ: أرسل حديثًا، ذكرَه البخاريُّ في "الضعفاء"، وقالَ: لا يُعرف له سماعٌ من النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، ولذا ذكرَه ابنُ حِبَّانَ (٢) في ثقات التَّابعين، وأورد له العُقيلىُّ، وابنُ عَديٍّ أحاديثَ (٣).

وذكرَه الطَّبرانيُّ (٤) في الصَّحابةِ، وساقَ له أحدها.

وحكى ابنُه محمَّدٌ أنَّ بعضَهم خرجَ مجاهدًا، وأودعَ عندَه ثمانين دينارًا، وأَذِنَ له في إنفاقِها إنِ احتاجَ إليها، وأصابَ النَّاسَ جَهدٌ مِن الغلاء، فأنفقَها، وجاءَ صاحبُها، فطلبَها، فوعدَه لغدٍ، وباتَ في المسجدِ، يلوذُ بالنَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، ويستغيثُ (٥)، فبينما هو كذلك قريبَ الصُّبحِ، إذا بشخصٍ في الظَّلامِ يقول: دونكها، يا أبا محمَّدٍ، فمدَّ أبي يدَه، فإذا بِصُرَّةٍ فيها ثمانون، فأخذَها، وأصبحَ، فدفعَها للرَّجل (٦).


(١) "ميزان الاعتدال" ٤/ ١٩٠.
(٢) "الثقات" ٥/ ٤٥٦.
(٣) لم يذكر العقيلي ولا ابن عدي أحاديث للمنكدر، وإنما وهم المؤلف في ذلك تابعًا لشيخه ابن حجر في "لسان الميزان" ٨/ ١٧٢، حيث أدخل سهوًا أحاديث المنهال بن بحر في ترجمة المنكدر هذا، فليتنبه لذلك، فإنه خطأ.
(٤) "المعجم الكبير" ٢٠/ ٢٩٧، ونبَّه ابن عبد البر في "الاستيعاب" ٤/ ٤٧ أنه لا صحبة له.
(٥) تقدم التنبيه على مثل هذا مرارا.
(٦) قصةٌ لا سند لها، فلا يعوَّلُ عليها، ورواها الذهبيُّ في "السير" ٥/ ٣٦٠، و"تاريخ الإسلام" ٨/ ٢٥٧، وعزاها لابن أبي الدنيا في كتاب "مجابي الدعوة"، عن سلمة بن شبيب، عن سهل ابن عاصم، عن يحيى بن محمد الجاري، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
وقال سويد بن سعيد حدثنا خالد بن عبد الله اليمامي قال: استودع … ، فذكرها.
وهي مغايرةٌ لما ذكره السخاوي، ولا تخلو أسانيدها من ضعف، ففي السند الأول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف، وفي الثاني سويد بن سعيد، وفيه كلام، وخالد اليمامي، لم أتبينه.