للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقالَ الزُّبير بنُ بكَّارٍ: كانَ مِن وجوهِ آل طلحة، وقالَ ابنُ خِراشٍ: كانَ مِن أجِلَّاءِ المسلمين، يقالُ: إنَّه شهدَ الجَمَل معَ أبيه، وأطلقَه عليٌّ بعدَ أنْ أُسرَ، ويقالُ: إنَّه فرَّ مِن الكوفةِ إلى البصرةِ لمَّا ظهرَ المختارُ بنُ أبي عُبيدٍ.

وقالَ أحمدُ: ليسَ به بأسٌ، وقالَ العِجليُّ (١): تابعيٌّ، ثقةٌ، وكانَ خيارًا (٢)، وقالَ مرَّةً: كوفيٌّ، ثقةٌ، رجلٌ صالحٌ، وقالَ عبد الملكِ بنُ عُميرٍ: فصحاءُ النَّاسِ أربعةٌ، فذكرَه فيهم، وقالَ الأسودُ بنُ شيبانَ، عن خالدِ بنِ سُميرٍ: لمَّا ظهرَ المختارُ الكذَّابُ بالكوفةِ، هربَ منه ناسٌ، فقدِموا علينا البصرةَ، وكان منهم هذا، وكانوا يرون أنَّه المهديُّ، فغشيناه، فإذا هو طويلُ السُّكوتِ، شديدُ الكآبةِ والحُزن، إلى أنْ رفعَ رأسَه يومًا، فقالَ: والله لأنْ أعلمَ أنَّها فتنةٌ لها انقضاءٌ أحبُّ إليَّ من كذا وكذا، وأعظمَ الخطَرَ، فقالَ له رجلٌ: يا أبا محمَّدٍ، وما الذي تَرْهَبُ أنْ يكونَ أعظمَ من الفتنة؟ قالَ: الهرجُ. قالوا: وما الهرجُ؟ قالَ: الذي كانَ أصحابُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- يحدِّثونا: القتلُ القتلُ (٣)، حتَّى تقومَ السَّاعةُ وهم على ذلك. ماتَ آخرَ سنةِ ثلاثٍ ومئةٍ على الصَّحيحِ، وقيل: أربعٍ، وقيل: ستٍّ، وذُكرَ في "التَّهذيب" (٤)، وثاني "الإصابة" (٥)، و"ثقات" (٦) ابن حِبَّانَ، والعِجليِّ، وغيرِهم.


(١) "معرفة الثقات" ٢/ ٣٠٤ (١٨١٨).
(٢) في المخطوطة: "جبارًا"، وهو تصحيف عجيب غريب.
(٣) فوقها في المخطوطة: "صح".
(٤) "تهذيب الكمال" ٢٩/ ٨٢، "تهذيب التهذيب" ٨/ ٤٠٤.
(٥) "الإصابة" ٣/ ٤٨١.
(٦) "الثقات" ٥/ ٤٠١.