للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقالَ أحمدُ بنُ صالحٍ المِصريّ: كانَ حافظًا، ثَبتًا، له شأنٌ، وهو أكبرُ مِن عِكرمةَ عندَ أهلِ المدينةِ (١)، وقالَ الخليليُّ (٢): مِن أئمةِ التَّابعين بالمدينةِ، إمامٌ في العِلمِ، متَّفقٌ عليه، صحيحُ الرِّوايةِ، منهم مَنْ يُقدِّمُه على سالمٍ، ومنهم مَنْ يقرنُه معه، ولا نعرفُ له خطأً في جميعِ ما رواه. وقالَ عبيدُ الله ابنُ عمر: لقد منَّ اللهُ علينا بنافعٍ (٣)، وبعثَه عمرُ بنُ عبد العزيزِ إلى مصرَ؛ ليعلِّمَهم السُّننَ (٤)، وقالَ لي: دخلتُ مع مولاي على عبد الله ابنِ جعفرٍ، فأعطاه فيَّ اثني عشر ألفًا، فأبى، وأعتقني، أعتقَه الله (٥).

وعن زيدِ بنِ أبي أُنيسةَ، عنه قالَ: سافرتُ مع مولاي بضعًا وثلاثين حجَّةً وعمرةً (٦)، وقالَ مالكٌ: كنتُ آتيه وأنا حدَثُ السِّنِّ ومعي غلامٌ لي، فيقعد ويحدِّثني، وكانَ صغيرَ النَّفس، ولم يكن يفتي في حياةِ سالم ابنِ سيِّدِهِ. وفي روايةٍ عن مالكٍ: كانتْ فيه حِدَّةٌ، ثمَّ حكى أنَّه كانَ يلاطفُه ويُداريه، ويقاُل: إنَّه كانت فيه لُكنةٌ بحيثُ قالَ إسماعيلُ بنُ أميةَ: كنَّا نردُّ عليه اللَّحنَ، فيأبى. قالَ غيرُ واحدٍ: ماتَ سنةَ سبعَ عشرةَ، وقيل: تسعَ عشرةَ، وقيل: عشرين، ولمَّا احتُضرَ بكى، وقالَ لمَنْ سأله عن ذلك: ذكرتُ سعدَ بنَ معاذٍ، وضغطةَ القبرِ، وترجمتُه مبسوطةٌ في "التَّهذيب" (٧)، وغيره.


(١) "تاريخ أسماء الثقات" ٢٤٠.
(٢) "الإرشاد في معرفة علماء الحديث" ١/ ٢٠٥.
(٣) "الجرح والتعديل" ٨/ ٤٥٢.
(٤) "تاريخ أبي زرعة" ٦٢٨.
(٥) "المعارف" ٤٦١.
(٦) "تاريخ الإسلام" ٧/ ٢٨٧.
(٧) "تهذيب الكمال" ٢٩/ ٢٩٨، و"تهذيب التهذيب" ٨/ ٤٧٣.