للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في ثانية "ثقاته" (١)، وقالَ: إنَّه ماتَ في إمْرَةِ عبد الملكِ بنِ مروانَ، سنةَ أربعٍ وستين.

قالَ المِزِّيُّ (٢): وفيه نظَرٌ؛ لأنَّ الزُّبير بنَ بكَّارٍ حكى أنَّ الوليدَ بنَ عبد الملكِ قدمَ المدينةَ وهو خليفةٌ، فأجلسَ نوفلًا معه على السَّريرِ. قالَ: وحدثني عمِّي مصعبٌ (٣) أنَّه كان مِن أشرافِ قريشٍ، وكانت له ناحية مِن الوليدِ، وكانَ الوليدُ يُطيِّرُ الحمامَ، فأدخل (٤) نوفلًا عليه، وقالَ له: خصصتُكَ بهذا المدخلِ، فقالَ: خسستَني؛ فإنَّ هذه عورةٌ، فغضبَ عليه، وسيَّره إلى المدينةِ، وكانَ يلي المساعيَ (٥)، ولا يرفعُ إلى الأمراء منها شيئًا، يقسمُها ويطعمُها.

قالَ شيخُنا (٦): قد ذكرَ البخاريُّ (٧) وأبو حاتمٍ الرَّازيُّ (٨) أنَّ نوفلًا هذا ماتَ في أوَّلِ ولايةِ عبد الملكِ، وهو موافقٌ لما قالَه ابنُ حِبَّانَ؛ لأنَّ ابنَ الزُّبيرِ قُتلَ في أواخرِ سنةِ ثلاثٍ وسبعين، واجتمعَ النَّاسُ إذْ ذاكَ على عبد الملكِ، ولعلَّ الذي اتَّفقَ لنوفلٍ مع الوليدِ قبلَ خلافتِه في حياةِ عبد الملكِ،


(١) "الثقات" ٥/ ٤٧٨.
(٢) "تهذيب الكمال" ٣٠/ ٦٧.
(٣) "نسب قريش"، ص: ٤٢٧.
(٤) في المخطوطة: "فأدخلا".
(٥) أي: السعي على الصدقات.
(٦) "تهذيب التهذيب" ٨/ ٥٦٣.
(٧) "التاريخ الكبير" ٨/ ١٠٨
(٨) "الجرح والتعديل" ٨/ ٤٨٨.