للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولايتُه، وماتَ بعدَ سنةٍ ونصفٍ بمصرَ، وهو على قضائِها، في سنةِ ستٍّ وتسعين، وكانَ قد تتبَّعَ أصحابَ العُمريِّ، وسجنَهم، بل سجنَ العُمريَّ، وقيَّدَه، وطالبَه بما صارَ إليه من أموالِ الأوقافِ، وغيرِها، وهربَ العُمريُّ مِن السِّجنِ ليلًا، فقالَ يحيى الخولانيُّ (١):

هرَبَ الخائنُ ليلًا فجَمَحْ … وأتى أمرًا قبيحًا فافتُضِحْ

وكانَ مِن سُكَّانِ الكوفةِ مدَّةً، وتفقَّهَ على مذهبِ أبي حنيفةَ، وممَّن يشربُ النَّبيذَ المختلَفَ فيه، ذكرَه ابنُ يونسَ في "تاريخه" (٢)، وقالَ: كتبَ عنه، ماتَ بمصرَ.

ونقلَ الطحاويُّ في "تاريخه الكبير" عن يحيى بنِ عثمانَ [عن] (٣) البكريّ أنَّه كانَ يقولُ: دخلتُ مصرَ وأنا مُقِلٌّ، فزرعتُ زرعًا، فانكسر عليَّ خَراجُه بآفةٍ لحقتْه، فطولبتُ بخَراجِه، وشُدِّدَ عليَّ فيه، فقالَ بعضُ الحاضرين: سبحان الله (٤) ابنُ صاحبِ نبِّيكم، والذي (٥) قامَ في مقامِه بعدَه يطالبُ بمثلِ هذه المطالبة!؟ ما كانَ عليه فهو عليَّ، وهو له في كلِّ سنةٍ، وتَبِعَه صاحبُ "طبقات الحنفية" (٦).


(١) البيت في "الجواهر المضيِّة" ٣/ ٥٦٥.
(٢) "تاريخ ابن يونس" ٢/ ٢٤٦.
(٣) انظر: "الجواهر المضية" ٣/ ٥٦٥.
(٤) في المخطوطة: "الذي"، وهو خطأ، والتصويب من "الجواهر المضية".
(٥) في المخطوطة: "والدي"، وهو تحريف.
(٦) "الجواهر المضية في طبقات الحنفية" ٣/ ٥٦٤.