للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ماتَ سنةَ مئتين، ولما بلغَ موتَه ابنُ مَهديٍّ قالَ: الحمدُ لله الذي أراحَ المسلمين منه. وترجمتُه مِن أقبحِ التراجم. قالَ شيخُنا (١): ومِن أشنعِ ما رأيتُه مِن صنيعه في الحُكمِ ما ذكرَه ابنُ الجوزيِّ في حوادثِ سنةِ ستٍّ وسبعين مِن "المنتظم" (٢) أنَّ يحيى بنَ عبد الله بنِ الحسن لمَّا خرجَ على الرَّشيد، وأرسلَ إليه الفضلُ بنُ يحيى بالأمانِ، فأحضره بحضرةِ أبي البختريِّ، ومحمد بن الحسنِ، وغيرِهما، فقالَ لمحمَّدٍ: ما تقولُ في هذا الأمانِ؟ قالَ: صحيحٌ، فحاجَّه فيه، فقالَ له: لو كانَ محاربًا ثمَّ ولَّى كانَ آمنًا، فأمرَ أبا البَختريِّ أنْ ينظرَ في كتابِ الأمانِ، فقالَ: منقوضٌ مِن كذا وكذا، فقالَ: أنت قاضي القضاةِ، وأنت أعلمُ بذلكَ، ومزَّقَ الكتاب.

وهو في "الميزان" (٣)، وقالَ الرَّافعيُّ في "تاريخ قزوين" (٤): ذكرَه الخليليُّ (٥) فيمَنْ وردَها مِن القضاةِ، وكانَ جَوادًا، وفيه قيل:

هلا فعلتَ هداكَ (٦) المليكْ … فينا كفعلِ أبي البختري

تتبَّعَ إخوانَه في البلاد … فأغنى المُقلَّ عن المُكثرِ

قالَ: لكنَّه ضعيفٌ في الحديثِ باتّفاقِ أهلِه، وحكى الاختلافَ في وفاتِه، قيل: سنةَ مئتين، أو تسعٍ وتسعين، أو ثمانٍ، وكانت له بالمسجدِ عدَّةُ سقاياتٍ، وغيرُ ذلكَ.


(١) "لسان الميزان" ٨/ ٤٠٢.
(٢) "المنتظم" ٩/ ١٧.
(٣) "ميزان الاعتدال" ٤/ ٣٥٣.
(٤) "تاريخ قزوين" ٤/ ٢٠٤، وفيه: وهين بن وهين، وهو تحريفٌ غريبٌ، والطبعة سقيمة جدًا.
(٥) "الإرشاد" ٢/ ٥٨٩.
(٦) في المخطوطة: "هلال"، وهو تحريف.