للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من ضربه (١) وسيرَ إلى الرَّبَذةِ (٢) فمات بها، سنة اثنتين وثلاثين، واتفق مرورُ ابنِ مسعودٍ بِهِ من الكوفةِ فصلى عليه وشهدَهُ. قال الأحنفُ: رأيتُه قامَ بالمدينةِ على ملإ من قُريشٍ فقال: بَشِّر الكنَّازين برضفٍ يُحمى عليه فتوضعُ على حلمةِ ثدي أحدِهِم حتى يخرجَ من نغض كتفِهِ، فما رأيتُ أحدًا ردَّ عليه شيئًا، وذكرَ الحديثَ وهو صحيحٌ (٣)، وأمرَهُ عُثمانُ حين شكوى معه منه بالانتقالِ من الشَّامِ إلى المدينةِ، ثُم اختارَ النزولَ بالرَّبَذَةِ، فمات بها، وممَّنْ روى عنه: أنس وابنُ عبَّاسٍ، وترجمتُهُ تحتملُ كراريسَ، -رضي الله عنه-.

* * *


(١) في "النهاية": ضرب الدهر من ضربانه، ويروى من ضربه أي مر من مروره وذهب بعضه.
(٢) من قرى المدينة، تقع على طريق الحاج العراقي، تبعد عن المدينة شرقا بنحو ١٥٠ كيلا. "معجم المعالم الجغرافية" ٢٥٧.
(٣) أخرجه البخاري في كتاب الزكاة باب ما أدَّى زكاته فليس بكنز رقم: (١٤٠٧)، ومسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب في الكنازين للأموال والتغليظ عليهم رقم (٩٩٢).
الرَّضف: جمع رَضْفة، وهي الحجارة المحماة على النار. ونَغَضَ الشيء: تحرك واضطرب، ونَغْضُ الكتف: أعلاه. قال الخطابي في "غريب الحديث" ١/ ٦١٧: سُمِّيَ نغضًا، لأنه ينغض من الإنسان إذا أسرع، أي يتحرك منه.