للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

طريقِ المارِّ إلى مسجدِ الإجَابَةِ (١) بينَ نخلٍ من جوانِبِهَا قدْ دُثِرَ رسْمُهَا، وجعلوها تُربَةً لهم، فدُفنوا فيها، وما أخْوفَنِي أن تمُلَكَ وتُغرَسَ، لأنَّ العارفَ بها اليومَ قليلٌ، ولو كانت على السبيلِ، ولكن ببركةِ نياتِهِم يُحفظون إنْ شاءَ اللهُ مِمَّنْ ينبشُ قبورَهُم أو يشوشُ عليهم، فإنَّهم كانُوا من الصالحين، رحمَهم الله.

وذكرَهُ المجدُ (٢) فقال: ابنُ سعيدِ بنِ محمدِ بنِ سعيدٍ الأنصاريُّ الخطيبُ بجزيرةِ قَبتور، أحدُ أئمةِ القُرآنِ والعربيةِ، كان من العلماءِ المتبحرين، والفضلاءِ المتقنين، وكان شأنُه عن العامةِ مُغطى، وله علو سندٍ بكتابي "الشفاء" و"الموطأ"، انقطعَ إلى جوارِ المدينةِ معَ جماعةٍ من


(١) هو مسجد بني معاوية بن مالك بن عوف من الأوس، يقع في الجهة الشرقية من الحرم النبوي الشريف، على يسار البقيع، بجوار مستشفى الأنصار. وسمي بمسجد الإجابة لما روي فيه من حديث عامر بن سعدٍ عن أبيه -رضي الله عنه- قال: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقبل ذات يومٍ من العالية حتّى إذا مرّ بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين وصلّينا معه ودعا ربّه طويلا ثمّ انصرف إلينا فقال: "سألت ربيّ ثلاثًا. فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة. سألت ربّي أن لا يهلك أمّتي بالسّنة فأعطانيها. وسألته أن لا يهلك أمّتي بالغرق فأعطانيها. وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها". أخرجه مسلم، في الفتن وأشراط الساعة، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض، رقم: ٢٨٩٠، ٤/ ٢٢١٦. و"المغانم المطابة" ٢/ ٥٢٥، والسمهودي في "وفاء الوفا" ٨٢٨ - ٨٢٩.
(٢) "المغانم المطابة" ٣/ ١١٨٢. وفيه: "أبو عبد الله القبتوري، وقبتور جزيرة بالمغرب، وسعيد ابن محمد بن سعيد الأنصاري … " فسعيد غرِ أبي عبد الله، فلعل السخاوي التبس عليه وجعلهما واحدًا، وقد ذكر ابن بشكوال في "الصلة" ١/ ٢١٦ ترجمة سعيد فقال: "سعيد بن محمد بن شعيب بن أحمد بن نصر الله الأنصاري الأديب الخطيب بجزيرة قبتور وغيرها يكنى: أبا عثمان … توفي في حدود سنة عشرين وأربعمئة".