للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أن أقولَ بغيرِ علمٍ، أو أقضيَ بغير حُكمٍ، ويُضرَبَ ظهري، ويُشتمَ عِرضي، وُينزَعَ مالي (١)، وكان يقول مما يتذكَّرُ به النِّعمةَ: نشأتُ يتيمًا، وهاجرتُ مِسكينًا، وكنتُ أجيرًا لبُسْرةَ ابنةِ غَزوانَ بطعامِ بطني وعقبةِ رِجْلِي، وكنت أخدِمُ إذا نَزَلُوا، وأحدُوا إذا رَكِبُوا، فزوَّجَنيها اللهُ، فالحمدُ لله الذي جعل الدِّينَ قِوامًا، وجعلَ أبا هُريرةَ إمامًا (٢).

وتمخَّطَ مرَّةً بردَائهِ، فقال: الحمدُ لله الذي تمخَّطَ أبو هُريرةَ في الكَتَّانِ، لقد رأيْتُنِي وإني لأخِرُّ من الجوعِ فيجلسُ الرَّجُلُ على صدري، فأرفعُ رأسي فأقولُ: ليسَ الذي ترى، إنَّما هو الجوعُ (٣).

وكان يقولُ: لا تُكَنُّونِي أبا هُريرةَ، فإنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كنَّاني أبا هِرٍّ، والذَّكرُ خيرٌ من الأنثَى (٤).

وكان أحدَ المفتِينَ بالمدينةِ، بل كان غيرُ واحدٍ من الصَّحابةِ يُحيلونَ عليه في الفَتوى (٥)، وكان ممن يَجهرُ بالبسمَلَةِ في الصَّلاةِ (٦).

وقال ابنُ عمر: هو خيرٌ منِّي وأعلمُ (٧) مع مزيدِ حرصهِ على العبَادةِ،


(١) "الطبقات الكبرى" ٤/ ٣٣٥، و"سير أعلام النبلاء" ٢/ ٦١٢.
(٢) رواه أبو نعيم في "الحلية" ١/ ٣٧٩ - ٣٨٠، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" ٤/ ٣٢٦، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٦٧/ ٣٦٥.
(٣) أخرجه البخاري، كتاب الاعتصام، باب ما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- وحض على اتفاق أهل العلم، برقم: ٦٨٩٣.
(٤) "تاريخ دمشق" لابن عساكر ٦٧/ ٣١٣.
(٥) "الطبقات الكبرى" لابن سعد ٢/ ٣٧٢، "سير أعلام النبلاء" ٢/ ٦٠٧، ٦٢٠.
(٦) "سير أعلام النبلاء" ٢/ ٦١٨.
(٧) "تهذيب التهذيب" ١٠/ ٢٩٧.