للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأعمار، فتوجَّهَ إلى المدينةِ الشَّريفةِ في موكبِ من العزِّ حفيل، والسَّعدُ يُجاري عَنانَه وهو بإنجاحِ القصدِ له كفيل، فباشرَ الوظيفةَ كأحسنِ مَن باشر، وعاشرَ المؤالِفَ والمخالفَ بالإحسان، فياحُسْنَ ما عاشر، ثمَّ بعدَ قليل، أكثروا من القَالِ والقِيل، وحُرِمَت الأعداءُ المقيل، وتوسَّلوا إلى التهجين بكلِّ ما إليه سبيل، وأنهَوا لأربابِ الدَّولة ما في شرحِه تطويل، ولم يبرحْ بالحسَّادِ بمَنِ سادَ على الإفسادِ تعويل، فوقعَ الاتِّفاقُ على تشريكِه معَ شخصٍ من أكابرِ مشايخِ صَقيل، فاستقلَّ أحمدُ بالحكم والزَّعامة، وباشرَ الصَّقيلي الخطابةَ والإمامة، واستقرَّ فيها سَنة، ولم يُجرِ الدَّهرُ لحصانهِ رَسَنَه، فرجعَ إلى مصرِه، ووَجِعَ على إِصْره (١)، وفُجِعَ بموتِه أهلُ نصرِه، وظهرَ له بعدَ اشتهارِه بالفقرِ أموال، وأعادَ اللهُ الوظيفتين إلى أحمدَ على أحمدِ مِنْوَال، والويلُ لمَن مالَهُ منَ الله مْن وَال، ومالَهُ (٢) من التَّقوى لباس، فماله من التِّقوالِ بأس، واستقرَّ فيها استقراَرَ الدُّرْجَةِ (٣) في اللُّجَّة، وإذا ذكرتَه (٤) في المنصبِ تداور الأُكرَة (٥) في الفُجَّة (٦)، وقطعَ من المنافقين أظفارَ التَّعَار (٧) والنَّعَار (٨)، واستدركَهم أطباءُ اللُّطفِ والرِّفق


(١) الإصر: الذنب.
(٢) تحرَّفت في الأصل إلى: من له. والمثبت من "المغانم" ٣/ ١١٧٤، وهو الصواب.
(٣) في "المغانم" ٣/ ١١٧٤: الدرة. بدل: الدرجة.
(٤) في "المغانم" ٣/ ١١٧٤: ذكرته. بدل: ركزته.
(٥) أي: الكرة.
(٦) أي: الفرجة.
(٧) كذا في الأصل، وهي بمعنى: الصياح. انظر: "القاموس" تعر، وفي المغانم: العقار.
(٨) كذا في الأصل، ومعناها: السعي في الفتن، والصياح، والعاصي. انظر: القاموس: نعر، وفي "المغانم": النقار.