للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سنةَ إحدى وأربعينَ إلى سمرقندَ، فلقِيَ بها العلّاَمةَ شمسَ الأئمةِ ابنَ حميدِ الدِّينِ الزَّرَنديَّ، فحضرَ درسَه، وخواجَا حسامَ الدِّينِ ابنِ عمادِ الدِّينِ، وكبيرَ الدِّين (١)، فحضرَ درسَهما، ووعْظَهما، وزارَ مَنْ بها من السَّاداتِ: كقُثَمَ بنِ العَبَّاسِ (٢)، وأبي منصورٍ الماتُرِيديّ (٣)، وصاحبِ "البَزدويِّ"، و"الهدايةِ" و"المنظومةِ" (٤)، وغيرِهم من العلماءِ والمشايخِ المدفونين بمقبرةِ جَاكَرْدِيْزه (٥)، ثمَّ لبُخارَى، ونزلَ فيها بمدرسةِ خانٍ، وهي مدرسةٌ قديمة، مباركة مشرَّفةٌ بكثيرٍ من العلماء، ولقيَ بها صدرَ الشَّريعةِ (٦)، فحضرَ عندَه، واستفادَ منه، وسيفَ الدِّينِ العزيريَّ، فقرأَ عليه "العُمدةَ الحافظيةَ" في أصولِ الكلامِ، وسمعَ عليه بعضَ "الأخسيكثي"، وغيرَ ذلكَ. وعلاءَ


(١) لم أقف لهما على ترجمة.
(٢) قُثَمُ بنُ العبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ، أخو عبد الله بن العباس، خرج مع سعيد بن عثمان بن عفان إلى سمرقند فاستشهد هناك. "الإصابة" ٥/ ٣٢٠.
(٣) محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ محمودٍ، أبو منصور الماتريدي، من علماء الكلام، توفي سنة ٣٣٣ هـ.
(٤) هو عليُّ بنُ محمَّدِ بنِ علي، حميد الدين الرامشي البخاري الحنفي المتوفى سنة ٦٦٦ هـ، له: "شرح أصول البزدوي"، و"شرح الهداية" للمرغيناني، و"الموجز في شرح المنظومة النسفية". ينظر: "هدية العارفين" ١/ ٣٧٩.
(٥) جاكرديزه: بفتح الجيم والكاف وسكون الراء وكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الزاي، هي محلة من محال سمرقند بها مقبرة كبيرة مشهورة للعلماء والكبار، اشتهر بالنسبة إليها محمَّد بن إسحاق بن إبراهيم الجاكرديزي السمرقندي.
ينظر: "الأنساب" ٢/ ١٢.
(٦) عبيدُ اللهِ بنُ مسعودِ بنِ محمودٍ المحبوبيُّ، البخاريُّ، صدرُ الشَّريعة، الفقيه الأصولي صاحب التصانيف، توفي سنة ٧٤٥ هـ. "الفوائد البهية" ١٠٩.