للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الشاذليُّ، صاحبُ ياقوتِ العرشيِّ، ونالَ منه حظًّا وافرًا، وأقامَ بقَرمَ نحوَ سنتين، ثمَّ إلى دمشقَ، فلقيَ بها الشِّهابَ ابنَ السَّرَّاجِ، والبهاءَ أبا القاضي (١) قاضي العسكرِ، وناصرَ الدِّينِ ابنَ الرَّبوةِ، والحسامَ المصريَّ، والعلَّامةَ ابنَ اللَبَّانِ، والسَّيِّدَ حسنًا، والعزَّ عبدَ العزيزِ الكَاشْغَرِيَّان (٢)، والوليَّ المنفلوطيَّ (٣)، ثمَّ ارتحلَ صحبةَ الحاجِّ إلى أرضِ الحجازِ، فزارَ المصطفى وضجيعيه - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنهما، وأدركَ بمكَّةَ من الفقهاءِ حَيْدَرًا (٤)، ثمَّ لمَّا عادَ من الحجِّ عزمَ على استيطانِ المدينةِ، فأُشيرَ إليه بالعودِ إلى جهةِ الشَّامِ، فتوجَّهَ مع الحاجِّ ثانيًا إلى دمشقَ، فلمَّا وصلَ مَعَانَ عرَّجَ مِن هناك إلى بلدِ الخليلِ فزارَه، ثمَّ توجَّهَ إلى بيتِ المقدسِ، فأقام به شهرًا ونصفًا، ولقيَ فيه الحافظَ الصَّلاحَ العلائيَّ، أحدِ المُكثرين، بحيثُ سمعَ صاحبُ التَّرجمةِ العفيفَ اليافعيَّ يقول: إنَّه سمعتُه يقول: أدركتُ ألفَ شيخٍ آخرُهم الرَّضيُّ الطَّبريُّ، فكتب بعضَ تآليفِه ومسلسلاتِه، وأخذَها عنه معَ فوائدِ الحاجِّ له، وقرأَ عليه، وحضرَ درسَه بالصَّلاحيةِ (٥)، وكانَ ممَّا قرأَ عليه مِن أوَّلِ "البخاري" إلى قوله: باب الغضب في


(١) في "الضوء": البقا، بدل القاضي.
(٢) بفتح الكاف، وبعدها ألف وشين معجمة ساكنة وغين معجمة مفتوحة، وراء مهملة، نسبة لكاشغر، مدينة بأقمى تركستان. "المنهل الصافي" ١/ ١١٩.
(٣) وليُّ الدِّينِ، أبو عبدِ الله محمَّدُ بنُ أحمدَ، العثمانيُّ، الدِّيباجيُّ، ابنُ المنفلوطيِّ، الشَّافعيُّ، ت: ٧٧٤ هـ. "شذرات" ٦/ ٢٣٣.
(٤) حيدرُ بنُ الحسينِ بنِ حيدرٍ الفارسيُّ، شيخ رباط بمكة، توفي سنة ٧٥٩ هـ. "العقد الثمين" ٤/ ٢٥٤.
(٥) كان العلائي مدرسًا بالمدرسة الصلاحية في القدس، وقد أسسها السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، ت: ٥٨٩ هـ. وتقع عند باب الأسباط. انظر: "الكامل" ١٢/ ٩٥.