للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أقامَ بها (١) عندَ عليٍّ الضَّريرِ ابنِ الشَّيخِ عمرَ النَّبتيتي، وقرأَ عليه القرآن، وحضرَ دروسَه، وسمعَ عليه، ثمَّ تحوَّلِ إلى المدينةِ في ركبِ البدريِّ أبي البقاءِ ابنِ الجَيعانِ (٢) سنةَ تسعٍ وثمانين، فقطنَها مِن ثَمَّ، وكان يحضرُ عندَ القادمينَ إليها من العلماءِ، كأبي الفضلِ ابنِ الإمامِ الدِّمشقيِّ (٣)، وأحمدَ المغربيِّ زَرُوقٍ (٤)، وكاتبِه، وسمعَ عليه كثيرًا، واستقرَّ بوَّابَ رباطِ المدرسةِ الأشرفية (٥)، وانجمعَ، ولا بأسَ به.

[أقول (٦): واستمرَّ بها حتَّى تزوَّجَ، ورُزقَ عدَّةَ أولادٍ ذكورٍ وبناتٍ، وأُصيبَ بقتلِ ابنةٍ من البنات، وفَقدِ نظرِه، وضعُفَ بدَنُه، معَ ملازمتِه للصَّلواتِ الخمسِ في طرفِ الصفِّ الأوَّلِ مِن الرَّوضةِ، ويُقيمُ كلَّ مَن سبقه إليه، ويُنكر على مَن لا يميلُ إليه، وهو عامِّيُّ اللَّفظِ، يابسُ الطَّبعِ، كثيرُ التَّقشُّفِ كأهلِ الرِّيفِ، وصارَ على ذلكَ حتَّى


(١) أي في: نبتيت.
(٢) أبو البقاء، محمَّد بن يحيى، بهاء الدين، ابن الجيعان، قتل غيلة سنة ٩٠٢ هـ. أرسله السلطان الأشرف قايتباي سنة ٨٨٩ هـ في ركب مع جماعة من خواصه ومعه أحمال من الكتب للمدرسة الأشرفية، وغير ذلك. ينظر: "بدائع الزهور" ٣/ ٣٦٣.
(٣) محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدٍ، الدِّمشقيُّ، الشافعيُّ، ويعرف بأبي الفضلِ ابنِ الإمام، لكون جدِّه كان إمامًا ببعض جوامع صفد، عالم بالفرائض والرياضيات، ولد بدمشق سنة ٨٤٥ هـ. ينظر: "الضوء اللامع" ٧/ ٥٥.
(٤) أحمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدٍ، زرُّوق، شهاب الدِّين، البرلسيُّ، الفاسيُّ، المغربيُّ، المالكيُّ، الصوفيُّ، توفي سنة ٩٠٠ هـ. ينظر: "ديوان الإسلام"، لابن الغزي ٣/ ٤٧.
(٥) مدرسة ورباط السلطان الأشرف قايتباي، وهي ما بين باب الرحمة وباب السلام، بنيت بعد حريق المسجد ستة ٨٨٦ هـ، زودها الأشرؤف قايتباي بأحمال من كتب العلوم الشرعية. ينظر: "وفاء الوفا" ٢/ ٤٢٦ - ٤٢٧.
(٦) هذا القول من الزيادات التي كتبت بعد وفاة المؤلف، ولعلها من الناسخ.