للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رُفيدةَ بنِ ثورِ بنِ كلبِ بنِ وَبْرَةَ بنِ ثعلبةَ بنِ حلوانَ بنِ عمرانَ بنِ الحافِ بنِ قُضاعةَ، الكَلْبِيُّ.

حِبُّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وابنُ حِبِّه، ومو لاه أبو زيد، ويقال: أبو محمَّدٍ، ويقال: أبو حارثة، وُلِدَ في الإسلام، وأمُّه أمُّ أيمن؛ بَرَكَةُ حاضنةُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ومولاتُه، وهو معدودٌ في أهلِ المدينة، والثَّانيَ عشرَ ممَّنْ أسلم منهم، روى عن: النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وماتَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وله عشرون سنة، روى عنه: ابناه؛ حسنٌ ومحمَّدٌ، وأبو هريرةَ، وابنُ عبَّاسٍ، وأبو وائلٍ، وأبو عثمانَ النَّهديُّ، وأبو سعيدٍ المَقْبُريُّ، وعروةُ، وأبو سلمةَ، وعطاءُ بنُ أبي رباحٍ، وجماعةٌ. ثبتَ أنَّه - صلى الله عليه وسلم - كان يأخذُه والحسَنَ فيقول: "اللَّهمَّ إنِّي أُحبُّهما فأحِبَّهما" (١)، وفي روايةٍ صحيحةٍ غريبةٍ: "مَن كانَ يحبُّ اللهَ ورسولَه، فليحبَّ أسامة" (٢). إلى غيرِ ذلكَ من الفضائلِ والمناقبِ، وكان نَقْشُ خَاتَمِه: أسامةُ حِبُّ رسولِ الله. ولمَّا فرضَ له عمرُ ثلاثةَ آلافٍ وخمس مئةٍ، ولولدِ عبدِ الله بنِ عمرَ في ثلاثةِ آلافٍ، وقال له عبدُ الله: لمَ فَضَّلْتَهُ عَلَيَّ، فوالله ما سبقَني إلى مشهدٍ؟ قالَ: لأنَّ زيدًا كانَ أحبَّ إلى رسولِ الله مِن أبيكَ، وكانَ أسَامةُ أحبَّ إلى رسولِ الله منكَ، فآثرتُ حبُّ الله على حُبَّي. وَأمَّرَهُ وهو ابنُ ثمانَ عشرةَ سنةً على جيشٍ فيه أبَو بكرٍ وعمرُ، وماتَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قبلَ أنْ يتوجَّهَ، فأنْفَذَه أبو بكرٍ، واستأذنَه في أنْ يتخلَّفَ عمرُ عندَه ليستعينَ به، فأذِنَ له أسامةُ، ولذا يُروى أنَّ عمرَ لم يلقَهُ قطُّ إلا قالَ: السَّلامُ عليكَ أيُّها الأميرُ ورحمةُ اللّهِ وبركاتُه، أميرٌ أمَّرَه رسولُ الله، وماتَ وأنت عَلَيَّ أميرٌ،


(١) أخرجه البخاري، فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما (٣٧٤٧).
(٢) أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"، كما في "تهذيب ابن بدران" ٢/ ٣٩٣.