للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكذا تَبِعتُ التقيَّ الفاسيّ، الحافظَ (١) لما غيرُه له ناسي، في ذكرِ جماعةٍ من الأمراء والملوك، ممَّن نصَّ فيهم على إِمْرة الحرمين، ولولم يكن له بواحدٍ منهما سلوك، ولكن بدون استيعابٍ لانتشارهم في الذِّكْرِ والخطاب، والإطابة بهم للكتاب، بل ذكرتُ جمعًا ممن وُصِفَ بمفتي الحرمين، أو قاضيهما أو شيخهما، مع ما يطرق به من الاحتمال، وتجويزِ ارتكابِ المجازِ في مجرَّد الوصف بذلك، لفحول الرِّجال.

وكان ممَّا حَدَاني على هذا الجمعِ الذي تَقَرُّ به العينُ، ويُصغي إليه صحيحُ السَّمع: أنني لم أجدْ فيه مُصَنَّفًا يشفي الغليل، وينفي الجهل باتِّضاحِ المقال والتَّعليل، مع مَسيسِ الحاجة إليه، والتَّنفيس به عن المكروب، حيثُ لم يجدْ في ذلك ما يعتمد عليه.

هذا؛ وقد أفردوا أهلَ كثيرٍ من البلدان: كبغدادَ والشامِ ومصرَ وأصبهانَ إلى غيرها، ممَّا يطول بذكره هذا البيان، مع كون هذه أحقَّ بالتنويه، وأصدقَ في الوجاهة والتوجيه.

نعم اشتملت: "الروضة الفِرْدَوسيَّةُ" المشتملةُ على ما نحن بصدده، وغيرِه من المهمَّات العَلية، لأبي عبدِ اللّهِ الآقشهري (٢) الثقةِ الرَّحال، غيرِ المُزْدَرِي على كثيرٍ من التراجم لأهلها والأعاجمِ، و "تاريخ البدرِ أبي محمدٍ عبدِ اللّه بنِ محمدِ بنِ فَرْحُون" (٣) المُقَدَّم في الفضائل والفنون، على عددٍ كان الفكر بسببهم واجَمًا (٤)، وتعليقِ الشَّمسِ:


(١) تقيُّ الدِّين محمَّدُ بنُ أحمد بن عليٍّ الفاسيُّ، تأتي ترجمته في حرف الميم.
(٢) محمد بن أحمد بن أمين، تأتي ترجمته في حرف الميم.
وكتابه المشار إليه هو: "الرَّوضةُ الفِردَوْسِيَّةُ والحظيرة القدسية" - مخطوط. فيه تعيين مَنْ دُفِن بالبقيع من السابقين الأولين، والشهداء الصالحين.
(٣) تأتي ترجمته في حرف العين، وكتابه المقصود هو "نصيحة المشاور وتعزية المجاور".
(٤) أي: حزينًا. الوَجِمُ: العَبُوسُ المُطرِق لشَّدة الحزن. "القاموس": وجم.