للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

النَّفسُ إليه، حسبما تقف عليه. مُستمِدًّا في الكبير (١) خاصةً من أبي عُذرَتِه (٢)، ورَبيِّ بَجدته (٣)، وأسدِ نَجْدته (٤)، الباحثِ عن جُمَله وتفصيله، والباعثِ لنفسه الزَّكيةِ في تحقيقِه وتحصيله، بحيثُ قَصُرَت الهِممُ عن اللَّحاقِ به، واستبصَرتْ فعلمتْ عجزَها عن أسبابِه وسَبَبه، مع التَّحقيقِ، والفحصِ والتَّدقيق، والجمعِ بين المختلف بالتَّوفيق، والتَّوهين والتَّعيين، بالتّمريض والتَّبيين، وكنتُ أوَّلَ مَنْ نوَّه بمصنِّفِه في ذلك، وقرَّضَه (٥) بما لا يَشتبهُ للسَّالك، وكيف لا وهو عالِمُ المدينة حِسًّا ومعنى، والقائمُ بالإرشادِ للعلومِ النَّقليةِ والعقليةِ بالحسنى، بل هو أعلمُ مَنْ علمتُه الآن من الآل، الجديرُ بإحياءِ معاهدِ جَدِّه سيِّدِ الخلائقِ ممَّن مضى وآل، ولذا حدَّد مكتومَها، وجدَّد رسومَها، وأراحَ مَنْ بعده واستراح من لم يجتهد جهده. وهو: صاحبُنا وحبيبُنا السَّيِّدُ العلّاَمة نورُ الدِّين الحسنيُّ السَّمهوديُّ ثمَّ المدنيُّ الشَّافعيُّ (٦) باركَ اللّهُ في حياتِه، وتداركَ باللُّطف سائرَ مُهمَّاتِه.


(١) "التاريخ الكبير"، أو: "التاريخ المحيط"، للمؤلف، وهو كبيرٌ، رتَّبه على حروف المعجم، وقد أخذه من "تاريخ الإسلام" للذهبي، وزاد عليه خلقًا أغفلهم أو تجدَّدوا بعده. انظر: "الضوء اللامع" ٨/ ١٧، و "الإعلان بالتوبيخ" ٢٢١.
(٢) العُذرَة: ما للجارية البِكر قبل أن تُفتضَّ، ويقال: فلان أبو عُذرةِ فلانة إذا كان هو الذي افترعها، والمعنى: السابق إليه. "مجمل اللغة" ٣/ ٦٥٥.
(٣) يقالُ: فلانٌ ابنُ بَجدة هذا الأمر أي: عالمٌ به، متقِنٌ له، ومعنى العبارة التي بين أيدينا أي: تربَّى على العلم وأتقنه. "المحكم" ٣/ ٢٧٤، و "القاموس": بَجَدَ.
(٤) النَّجدة: الشَّجاعة، والشِّدَّة، والقتال، والمعنى هو: كالأسد في الشَّجاعة والشدة. "القاموس": نجد.
(٥) يقال: قرَّضهُ وقرَّظَه، والتَّقريظ: مدحُ الإنسان وهو حي بحقٍّ أو باطلٍ. "القاموس": قرظ، قرض.
(٦) عليُّ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ أحمدَ، السَّمهوديُّ تأتي ترجمته في حرف العين.