للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الذي يُضربُ به فيه المَثَلُ، ويُعرف بابنِ أمِّ حميدةَ، وكانتْ مولاةً لأسماءَ ابنةِ الصِّدِّيق، وأمَّا هو فقيل: إنَّه مِن موالي عثمانَ، وقيل: ولاؤُه لسعيدِ بنِ العاصِ الأمويِّ، وقيل: مولى فاطمةَ ابنةِ الحسين، وقيلَ: مولى ابنِ الزُّبير، ويقالُ: إنَّه لقِيَ عبدَ اللهِ بنَ جعفرِ بنِ أبي طالبٍ. وكان خالَ الأصمعيِّ (١)، ممَّن قيل: إنَّه يُجيد الغِناءَ. روى عن: عِكرمةَ، وأبانَ بنِ عثمانَ، وسالمِ بنِ عبدِ الله، وعنه: معديُّ بنُ سليمانَ، وأبو عاصمٍ النَّبيلُ، وغيرُ هما. وله نوادرُ وتطفيلٌ، فيهَا المكذوبُ والمُلصَقُ، ومِن أصحِّ ذلك: ما روى الأصمعيُّ أنَّ الصِّبيانَ عَبَثُوا به، فقال لهم: ويحَكم اذهبوا، فسالمٌ يقسمُ تمرًا، فعَدَوا، فعَدَا معهم، وقال: ما يُدريني لعلَّه حق. وهي مروية عن الشَّافعيِّ، لكن في جَوزٍ، بدلَ: تمرٍ، وهو قريبٌ. وقال أبو عاصمٍ: أخذَ بيدي ابنُ جُريجٍ، فأوقفَني عليه، فقال له: حدِّثْه بما بلغَ مِن طمعِكَ، فقال: ما زُفَّتِ امرأةٌ بالمدينةِ إلا كنستُ بيتيَ رجاءَ أنْ تُهدى إلي. وأُفْرِدَتْ أخبارُه بالتَّأليف، وفي "الميزان" (٢)، ورابعِ "الإصابة" (٣) منها الكثيرُ، وذكر عمرُ بنُ شبَّةَ، عن إسحاقَ الموصليِّ، عن الفضلِ بنِ الرَّبيع، قال: كانَ أشعبُ عبدًا في سنةِ أربعٍ وخمسين ومئةٍ، ثُمَّ خرجَ إلى المدينةِ، فلم يلبثْ أنْ جاءَ نعيُه. وكان أبوه مولىً لآل الزُّبير، فخرجَ مع المختارِ فقتلَه مصعبٌ، وذكر أبو الفرَجِ الأصبهانيُّ (٤) أنَّ مولدَه سنةَ تسعٍ من الهجرة، وزاد: أنَّه هلكَ في خِلافة المهديِّ، وفيه:


(١) عبد الملك بن قُريب، من كبار أئمة اللغة، توفي سنة ٢١٥ هـ. "سير أعلام النبلاء" ١٠/ ١٧٥.
(٢) "ميزان الاعتدال" ١/ ٢٥٨ - ٢٦٢.
(٣) "الإصابة" ١/ ١٢٤ - ١٢٥.
(٤) في "الأغاني" ١٩/ ١٧٠.