للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ساكنًا برباط دُكالةَ في حُجرةِ الصَّالحين، وأفضلَ جماعتِنا في الدَّرس بعدَ وفاةَ أخي حسنٍ مؤاخيًا لعبدِ السَّلامِ بنِ سعيدٍ الآتي. كلُّ ذلك معَ حُسنِ الأخلاق، وترغيبِ الطَّلبةِ في الاشتغالِ، والهَيبةِ العَظيمةِ عليهم. ماتَ في سنةِ تسعٍ وأربعين وسبعِ مئةٍ، أو التي بعدَها.

وعندَ ابنِ صالحٍ: الحَسنُ الحيحائيُّ، فقيهٌ صالحٌ، كانَ متعبِّدًا مُتجرِّدًا (١)، يتردَّد إلى الحرمينِ، وله مباحثُ شيخٍ مِن أهلِ القراَنِ والعلمِ، مُتعبِّدٍ، يقال له: عبد الله الماساني (٢)، ماتَ بالمدينةِ على خيرٍ. انتهى.

وأظنُّه هذا، وذكرَه المجدُ (٣)، فقال: هكذا يُنسبُ، وليست نسبةً لبلدٍ، ولعلَّه مِن قولهِم: حاء حاء (٤)، بالغنم: إذا دعاها إلى الماء، أو مِن قولهم: حاحيتُ حِيحَاءً (٥)، وليس له نظيرٌ في كلامِ العَرب سوى: عاعيتُ (٦)، وهَاهَيتُ (٧). قال: وكان الشَّيخُ حسنٌ مِن العلماءِ المتَّقين، وأئمَةِ الصِّدقِ واليقين، الرَّاقي في مَدارجِ الفَضلِ إلى


(١) في الأصل: مجردا؟
(٢) في المخطوطة: الملساني، وهو تحريف، وقد ذكره المؤلف في حرف العين، في آخر: عبد الله.
(٣) "المغانم المطابة" ٣/ ١١٩٧.
(٤) قال الأزهريُّ: حا: وهو زجرٌ للكبشِ عندَ السِّفاد، وهو زجرٌ للغنمِ أيضًا عندَ السَّقي. يقال: حأحأتُ به، وحاحيتُ. "تهذيب اللغة" ٥/ ٢٨١.
(٥) قال الفيروزآباديُّ في "القاموس": حيح: حَاحيتُ حِيحاءً، مُثِّلَ به في كتب التصريف، ولم يُفسَّر، وقال الأخفشُ: لا نظيرَ له سوى عاعيتُ، وهاهيتُ.
(٦) عا، مقصورٌ: زجرُ الضِّأن، والفعلُ منه: عاعَى، يُعاعي، مُعاعاةُ، وعاعاةً. "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٥٧.
(٧) ها، من زجر الإبل، هَيْهَيْتُ بها هِيهاء، وهِيهاةً. "تهذيب اللغة" ٦/ ٤٨٣.