للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عبد اللَّه بن مسعود: من كان منكم مُستنًا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد أبرُّ هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، قوم اختارهم اللَّه لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم حقهم، وتمسكوا بهديهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم (١).


= الخبر الخبر" (١/ ١٤٧)، والزركشي في "المعتبر" (٨٣)، والمصنف فيما يأتي.
• قال ابن الجوزي في "العلل المنناهية" (١/ ٢٨٣): "هذا لا يصح".
• قال ابن حزم في رسالته الكبرى "في الكلام على إبطال القياس والتقليد وغيرهما": "هذا حديث مكذوب موضوع باطل، لم يصح قط"، وبنحوه قال في "الإحكام" (٥/ ٦٤).
• وأشار ابن الملقن في "تحفة المحتاج" (ص ٦٧ - ٦٨) إلى بعض طرقه، وقال: "وكلها معلولة".
• وقال البيهقي في "الاعتقاد" (ص ٣١٩) بعد أن ذكر حديث أبي موسى المرفوع: "النجوم أمنة السماء، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهب أصحابي أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون": "رواه مسلم [في "صحيحه"، رقم (٢٥٣١)] بمعناه، وروي عنه في حديث بإسناد غير قوي، وفي حديث منقطع، أنه قال: "مثل أصحابي كمثل النجوم في السماء، من أخذ بنجم منهم اهتدى"، قال: "والذي روينا هاهنا من الحديث الصحيح يؤدي بعض معناه".
وتعقبه الزركشي في "المعتبر" (ص ٨٤) بقوله: "ولا يخلو عن نظر"، وبين ابن حجر في "التلخيص الحبير" (٤/ ١٩١) وجهه؛ فقال: "هو -أي: حديث أبي موسى- يؤدي صحة التشبيه للصحابة بالنجوم خاصة، أما في الإقتداء، فلا يظهر من حديث أبي موسى".
• وقال العلائي في "إجمال الإصابة" (ص ٥٨): "روي من طرق في كلها مقال".
بقي بيان وجه من قال بنكارته، وهو أنه لو كان صحيحًا ما خطأ بعضهم بعضًا ولا أنكر بعضهم على بعض، ولا رجع أحد إلى قول صاحبه، وإنما لقال كل لصاحبه: بأينا اقتدى الآخر في قوله؛ فقد اهتدى، ولكن كل منهم طلب البينة والبرهان على قوله: فثبت نكارته، أفاده المزني. ونقله عنه ابن عبد البر في "الجامع" (٢/ ١١٠ - ط القديمة) وغيره وسيأتي تضعيف المصنف له.
(١) أخرجه ابن عبد البر في "الجامع" (١٨١٠)، والهروي في "ذم الكلام" (ص ١٨٨) ورزين -كما في "المشكاة" (١/ ٦٧ - ٦٨) - عن قتادة به، فهو منقطع وعزاه المصنف فيما يأتي لأحمد.
وفي "الحلية" (١/ ٣٠٥ - ٣٠٦): من طريق عمر بن نبهان عن الحسن عن ابن عمر قاله: "من كان مستنًا فليستن بمن قد مات، أولئك. . . ". وهذا إسناد ضعيف، لضعف عمر بن نبهان.

<<  <  ج: ص:  >  >>