وفي بعضها: لا تقطع الأيدي في السفر، وأخرى في الغزو، أقول: وهذا إسناد قوي كما قال الحافظ في الإصابة، على خلاف في صحبة بُسْر هذا. أما ابن معين فكان لا يرى ذلك ولذلك قال فيه: رجل سوء وذلك لما اشتهر منه في قتال أهل الحرة كما قال البيهقي وبعضهم قال: أدركه صغيرًا، وممن أثبت صحبته الدارقطني وابن يونس. أقول: وترجمه أيضًا البخاري في "التاريخ الكبير" (٢/ ١٢٣) وذكر له حديثًا آخر فيه سماعه من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. ورواه أيضًا ابن حبان في "صحيحه" وذكر له ابن عدي هذين الحديثين ثم قال: ولا أرى بإسناد هذين بأسًا. أقول: في كلا الحديثين سماع بُسْر من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. وهذه طريقة من طرق إثبات الصحبة كما هو في كتب الصحابة. (١) عزاه في "الدر المنثور" (٤/ ٣٦٢) لابن أبي شيبة عن معاذ، وزاد: "والمتعفف". (٢) في المطبوع: "الطعام". (٣) رواه أبو داود (٣٣٣٢): في البيوع: باب في اجتناب الشبهات، وأحمد (٥/ ٩٢ - ٩٣)، والدارقطني (٤/ ٢٨٥ - ٢٨٦)، والبيهقي في "سننه الكبرى" (٥/ ٣٣٥ و ٦/ ٩٧)، وفي "دلائل النبوة" (٦/ ٣١٠) من طريق عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل من الأنصار وفيه قصة وطول، قال الزيلعي (٤/ ١٦٨): إسناده صحيح وصححه ابن حجر في "التلخيص الحبير" (٢/ ١٢٧)، وشيخنا الألباني في "إرواء الغليل" (٣/ ١٩٦)، و"السلسلة الصحيحة" (٧٥٤). وله شاهد من حديث أبي موسى رواه الطبراني في معجميه "الكبير والأوسط" -كما في نصب الراية-.