للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[به] (١) طلحة أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كَنَّاه أبا محمد فأمسك ولم يتماد (٢) على النهي (٣)، هذا وأبو موسى ومحمد بن مسلمة وأبو أيوب من أشهر الصحابة، ولكن لم يمرّ بباله -رضي اللَّه عنه- أمر هو بَيْنَ يديه حتى نهى عنه، وكما خفي عليه قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: ٣٠] وقوله: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران: ١٤٤] حتى قال: واللَّه كأني ما سمعتُها قط قبل وقتي هذا (٤).


(١) ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(٢) في (ق) و (ك): "يتمادى".
(٣) روى أحمد في "مسنده" (٤/ ٢١٦)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٦٧٠)، والطبراني في "الكبير" (١٩) (٥٤٤) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (١/ ١٦٦ - ١٦٧ رقم ٦٣٦ - ط دار الوطن) من طريق أبي عوانة عن هلال بن أبي حميد الوَزَّان عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: نظر عمر إلى ابن عبد الحميد، وكان اسمه محمدًا ورجل يقول له: فعل اللَّه بك يا محمد. . . فدعاه عمر فقال: يا ابن زيد لا أرى محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- يُسب بك. . . فأرسل إلى بني طلحة، وهم سبعة، وسيدهم وكبيرهم محمد بن طلحة ليغير أسماءهم فقال محمد: أذكرك اللَّه يا أمير المؤمنين فواللَّه لمحمد -صلى اللَّه عليه وسلم- سماني محمدًا، فقال: قوموا لا سبيل إلى شيء سماه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. وأخرجه -مختصرًا- ابن قانع "معجم الصحابة" (١٣/ ٤٥٦٧ رقم ١٧٠٨) وابن السكن وابن شاهين كما في "الإصابة" (٦/ ٧٧٧٥).
قال الهيثمي في "المجمع" (٨/ ٤٩): "ورجال أحمد رجال الصحيح". وذكره الحافظ في "الفتح" (١٠/ ٥٧٣) ساكتًا عليه.
وانظر: "زاد المعاد" (٤/ ٢٨، ٢٩)، و"تهذيب السنن" (٣/ ٤٩ - ٥٠).
(٤) أخرج البخاري في "الصحيح" (كتاب الجنائز): باب الدخول على الميت إذا أدرج في أكفانه رقم (١٢٤٢) بسنده إلى عمر بن الخطاب، قال: واللَّه ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها -أي: قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ. . .} [آل عمران: ٤٤]؛ فعقرت حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قد مات.
وأخرجه عن أبي سعيد الخدري بإسناد صحيح ابنُ عبد البر في "الجامع" (رقم ٢٣٨٧)، وابن مردويه؛ كما في "الدر المنثور" (٦/ ٨٩)، وتتمته: وكيف لا ننكر أنفسنا واللَّه تعالى يقول: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} [الحجرات: ٧].
وروى البيهقي في "دلائل النبوة" (٧/ ٢١٧) عن عروة قال: لما توفي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . ثم تلا: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (١٤٤)} فقال عمر: هذه الآية في القرآن؟. . . وقال: قال اللَّه لمحمد -صلى اللَّه عليه وسلم-: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠)}، وانظر: "الدر المنثور" (٤/ ٣٣٦ - ٣٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>