وتارة عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس، وهذه الرواية الأخيرة في "كامل ابن عدي" (١/ ٢٩٣ و ٥/ ١٩٢٨)، وقد أعله ابن عدي والدارقطني والبيهقي بإسماعيل بن عياش حيث إنه ضعيف الرواية عن العراقيين والحجازيين، ورجحوا جميعًا الإرسال، أي: عن ابن جريج عن أبيه مرسلًا، كما خرجته في التعليق على "الخلافيات" (٢/ ٣٢٧، ٣٣٣ - ٣٣٤). وممن رجح الإرسال الذهلي -كما نقله الدارقطني (١/ ١٥٥) -، وأبو حاتم؛ كما نقله عنه ابنه في "العلل" (١/ ٣١)، وأبو زرعة أيضًا (١/ ١٧٩)، والبيهقي في "سننه الكبرى" (٢/ ٢٥٥)، وفي "الخلافيات" (٢/ ٣٢٦ - ٣٢٧) وغيرهم. ورواه الدارقطني (١/ ١٥٤)، ومن طريقه البيهقي في "الخلافيات" (٦٢٠) من طريق إسماعيل بن عياش عن عباد بن كثير، وعطاء بن عجلان عن ابن أبي مليكة عن عائشة به. وقال: عباد بن كثير، وعطاء بن عجلان ضعيفان. أقول: بل ضعفهما شديد؛ كما بينته في تعليقي على "الخلافيات" (٢/ ٣٣٣). ورواه الدارقطني (١/ ١٥٥)، ومن طريقه البيهقي في "الخلافيات" (٦٢١) من طريق سليمان بن أرقم عن ابن جريج عن أبيه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وسليمان هذا متروك، انظر له: "الخلافيات" (٢/ ٣٣٠ - ٣٣١)، وتعليقي عليه. ومنها: حديث أبي سعيد الخدري: رواه الدارقطني في "سننه" (١/ ١٥٧) من طريق أبي بكر الداهري عن حجاج عن الزهري عن عطاء بن يزيد عنه. وقال: أبو بكر الداهري عبد اللَّه بن حكيم متروك الحديث. أقول: وقال ابن حبان: يضع الحديث. ومنها: حديث أبي الدرداء: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قاءَ فتوضأ. . . وهذا قد وقع فيه اضطراب، انظره في "الخلافيات" (٦٥٩، ٦٦٠)، وتعليقي عليه، و"نصب الراية" (١/ ٤٠ - ٤١)، و"إرواء الغليل" (١/ ١٤٧ - ١٤٨)، وهذا ليس صريحًا في إيجاب الوضوء إذ إنه من فعله -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد يكون فعله للاستحباب. وفي الباب عن ثوبان وأبي هريرة وعلي، انظر: "الخلافيات" (٦٥٨، ٦٦١، ٦٦٣، ٦٦٥، ٦٦٧)، وانظر كلام ابن القيم عن القيء والعفو عن يسيره في "إغاثة اللهفان" (١/ ١٥١). (١) ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).