للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه الثامن والثلاثون: إنكم أخذتم بخبر ضعيفٍ لا يثبت في إيجاب المضمضة والاستنشاق في الغسل من الجنابة (١)، ولم تروه زائدًا على القرآن، ورددتم السنة الصحيحة الصريحة في أمر المتوضئ بالاستنشاق (٢)، وقلتم: هو زائد على القرآن، فهاتوا لنا الفَرْق بين ما يقبل من السنن الصحيحة، وما يرد منها فإمَّا أن تقبلوها كلها، وإن زادت على القرآن وإما أن تردوها كلها إذا كانت زائدة على القرآن وأما التحكّم في قبول ما شئتم منها ورد ما شئتم، [مما لم] (٣) يأذن به اللَّه ولا رسوله، ونحن نشهد اللَّه شهادة يسألنا عنها يوم نلقاه أنا لا نردُّ


(١) رواه ابن عدي في "الكامل" (١/ ٤٧٩)، والدارقطني في "سننه" (١/ ١١٥)، والبيهقي في "المعرفة" (رقم ٢٧٧)، و"الخلافيات" (٧٨٣، ٧٨٤)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (١/ ٨١)، وعزاه الزيلعي (١/ ٧٨) للبيهقي في "سننه" ولم أجده.
كلهم من طريق بركة بن محمد الحلبي حدثنا يوسف بن أسباط عن الثوري عن خالد الحذاء عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعًا.
وقال ابن عدي: "لم يروه موصولًا بهذا الإسناد غير بركة".
وقال الدارقطني: هذا باطل ولم يحدث به إلا بركة، وبركة هذا يضع الحديث، والصواب حديث وكيع الذي كتبناه قبل هذا مرسلًا عن ابن سيرين أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- سن الاستنشاق ثلاثًا.
وتابع وكيعًا: عبيد اللَّه بن موسى وغيره.
ونحوه في "العلل" (٨/ ١٠٥) له، وكذا عنه ابن عدي والبيهقي، ولا سيما في "الخلافيات" (٢/ ٤٣٨ - ٤٤١)، وابن حبان في "المجروحين" (٢/ ٩٧).
والرواية المرسلة عن وكيع عند ابن أبي شيبة (١/ ٦٧)، والدارقطني (١/ ١١٥)، والبيهقي في "الخلافيات" (٢/ ٧٨٨)، ورواية عبيد اللَّه بن موسى، عند الدارقطني (١/ ١١٥).
وله طريق آخر: رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (١/ ٨١) من طريق سليمان بن الربيع حدثنا همام بن مسلم عن الثوري عن خالد الحذاء عن ابن سيرين عن أبي هريرة.
وقال: فيه همام بن مسلم ولعله سرقه.
وقال ابن حبان: كان يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم، ويسرق الحديث فبطل الاحتجاج به.
وفيه سليمان بن الربيع، قال الدارقطني: ضعيفٌ غيَّر أسماء مشايخ وروى عنهم مناكير.
(٢) رواه البخاري (١٦١) في (الوضوء): باب الاستنثار في الوضوء، و (١٦٢) في الاستجمار وِترًا، ومسلم (٢٣٧) في (الطهارة): باب الإيتار في الاستنثار والاستجمار من حديث أبي هريرة، ولفظ بعض طرقه: "فليستنشق بمنخريه من الماء ثم لينتثر".
(٣) بدل ما بين المعقوفتين في المطبوع: "منها فما لم".

<<  <  ج: ص:  >  >>