للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صحابي خلافهما، فردَّت هذه السنن بقياس متشابه على بول الشيخ، وبعموم لم يرد به هذا الخاص، وهو قوله: "إنما يُغسل الثوب من أربع: من البول والغائط والمني والدم والقيء" (١)، والحديث لا يثبت، فإنه من رواية علي بن زيد بن


= وإنما قال: "وهذا الحديث صحيح عن أم سلمة من فعلها"، ثم وجدته يقول في "الخلافيات" (١/ ق ١٢٠/ أ): "قد صح ذلك عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ثم عن عليّ بن أبي طالب وأم سلمة -رضي اللَّه عنهما-، ولا نعرف لهما من الصحابة مخالف".
(١) أخرجه أبو يعلى في "المسند" (٣/ ١٨٥ - ١٨٦) (رقم ١٦١١)، وعنه ابن عدي في "الكامل" (٢/ ٥٢٤ - ٥٢٥) -ومن طريق ابن عدي البيهقي في "المعرفة" (٢/ ٢٤٥) (رقم ١٢٦٣)، وابن الجوزي في "الواهيات" (رقم ٥٤٢) - ثنا محمد بن أبي بكر ثنا ثابت بن حماد عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن عمّار به.
قال ابن عدي عقبه: "ولا أعلم روى هذا الحديث عن عليّ بن زيد غير ثابت بن حماد هذا!! "، وقال عن ثابت: "له أحاديث مناكير يخالف فيها الثقات، وهي مناكير ومقلوبات".
وتابع أبا يعلى: أحمد بن محمد بن عاصم.
أخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (١/ ١٧٦): ثنا أحمد بن محمد بن عاصم ثنا محمد بن أبي بكر به، وقال عن ثابت: "حديثه غير محفوظ، مجهول بالنقل".
وتابعه أيضًا: محمد بن حيان المازني، أخرجه من طريقه الطبراني في "الأوسط" (٦/ ١١٣ رقم ٥٩٦٣)، وداود بن محمد بن صالح المروزي، أخرجه من طريقه الطبراني وعنه أبو نعيم في "المعرفة" (٤/ ٢٠٧٣ رقم ٥٢١٤).
وتابع محمد بن أبي بكر المقدَّمي: إبراهيم بن زكريا أبو إسحاق الضرير.
أخرجه الدارقطني في "السنن" (١/ ١٢٧): ثنا أحمد بن علي بن العلاء ثنا محمد بن شوكر بن رافع الطوسي نا أبو إسحاق الضرير إبراهيم بن زكريا نا ثابت بن حماد به.
وقال عقبه: "لم يروه غير ثابت بن حماد؛ وهو ضعيف جدًا، وإبراهبم وثابت ضعيفان".
قلت: ومن أجلهما أورده الغساني في "تخريج الأحاديث الضعاف من سنن الدارقطني" (رقم ٧٣).
وأخرجه البزار في "المسند" (رقم ٢٤٨ - زوائده): ثنا يوسف بن موسى ثنا إبراهيم بن زكريا ثنا ثابت بن حماد -وكان ثقة!! - به.
وليس فيه (المني)، وإنما قال:
"إنما يغسل الثوب من الغائط والبول والقيء والدم".
وكذا وقع في نسختين صحيحتين منه؛ كما قال الزيلعي في "نصب الراية" (١/ ٢١١)، وتعقب البيهقي في إيراده هذا الحديث فقال: "وكان البيهقي -رحمه اللَّه- توهم أن تشبيه النخامة في الحديث بالماء بالطهورية، وليس كذلك، إنما التشبيه في الطهارة، أي: النخامة طاهرة لا يغسل الثوب منها، وإنما يغسل من كذا وكذا، ولفظ الحديث يدلّ =

<<  <  ج: ص:  >  >>