للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبل الإسلام وبعده، وقرّر وجوبه بالمعروف، وجعله نظير نفقة الرقيق في ذلك (١)، ومنه تقريرهم على التطوّع بين أذان المغرب والصلاة، وهو يراهم ولا ينهاهم (٢).

ومنه تقريرهم على بقاء الوضوء، وقد خفقت رؤوسهم من النوم في انتظار الصلاة ولم يأمرهم بإعادته (٣)، وتطرق احتمال كونه لم يعلم ذلك مردود بعلم اللَّه به، وبأن القوم أجلّ وأعرف باللَّه ورسوله أن لا يخبروه (٤) بذلك، وبأن خفاء مثل ذلك على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو يراهم ويشاهدهم خارجًا إلى الصلاة ممتنع (٥).

ومنه تقريرهم على جلوسهم في المسجد وهم مجنبون إذا توضؤوا (٦).


(١) انظر "الفتاوى الكبرى" (٢/ ٢٣٤ - ٢٣٥)، وكتابي "من قصص الماضين" (ص ١٢٩).
(٢) روى مسلم في "صحيحه" (٨٣٦) في (صلاة المسافرين): باب استحباب ركعتين قبل صلاة المغرب عن مُختار بن فُلفل عن أنس: ". . . وكنا نصلي على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ركعتين بعد غروب الشمس قبل صلاة المغرب، فقلت له: أكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلَّاهما؟ قال: كان يرانا نصلّيهما فلم يأمُرنا ولم يَنْهنا"، وانظر: "بدائع الفوائد" (٤/ ١١٤ - ١١٥).
(٣) روى أبو داود في "سننه" (٢٠٠) في (الطهارة): باب الوضوء من النوم -ومن طريقه البيهقي في "سننه الكبرى" (١/ ١١٩) -، والدارقطني (١/ ١٣١) أو (رقم ٤٦٨ - بتحقيقي) من طريق هشام الدسوائي عن قتادة عن أنس قال: كان أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ينتظرون العشاء الآخرة حتى تخفق رؤوسهم ثم يصلّون ولا يتوضؤون. قال الدارقطني: صحيح.
وروى الدارقطني (١/ ١٣٠ - ١٣١)، والبيهقي (١/ ١٢٠) من طريق ابن المبارك عن معمر عن قتادة عن أنس قال: "رأيت أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يوقظون للصلاة حتى أني لأسمع لأحدهم غطيطًا ثم يقومون فيصلّون ولا يتوضئون"، قال ابن المبارك: هذا عندنا وهم جلوس، وصححه الدارقطني، وحديث قتادة عن أنس هذا في "صحيح مسلم" (٣٧٦) في (الحيض): باب الدليل على أن نوم الجالس لا ينقض الوضوء، ولفظه: "كان أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ينامون ثم يصلون ولا يتوضأون"، وفي "صحيح البخاري" (٦٤٢) و (٦٤٣) و (٦٢٩٢)، و"صحيح مسلم" (٣٧٦) من طريق عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال: أقيمت الصلاة ورجلٌ يناجي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فما زال يناجيه حتى نام أصحابه، ثم قال: فصلّى.
وفي لفظ مسلم: فلم يزل يناجيه حتى نام أصحابه، ثم جاء فصلّى بهم.
وانظر للفائدة: "صحيح ابن حبان" (٣/ ٣٧٩ و ٣٨٠)، و"نصب الراية" (١/ ٤٦ - ٤٧)، و"التلخيص الحبير" (١/ ١١٦)، و"فتح الباري" (١/ ٣١٤ - ٣١٥).
في (ق): "ولم يأمرهم بإعادة الوضوء".
(٤) في (ن): "أن لا يخبره".
(٥) انظر: "بدائع الفوائد" (٤/ ٨٩).
(٦) أخرج ابن أبي شيبة (١/ ١٤٦) عن وكيع، وابن أبي شيبة (١/ ٣٤٠) وسعيد بن منصور (٦٤٦) و (٦٤٧) عن عبد العزيز بن محمد، كلاهما عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: "كان أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يدخلون المسجد ويخرجون منه، ولا يصلون فيه، ورأيت ابن عمر يفعله" لفظ عبد العزيز. وله لفظ آخر: "رأيت رجالًا من أصحاب رسول اللَّه =

<<  <  ج: ص:  >  >>