للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحيى بن سعيد: ليس أحد أحبّ إليّ من شعبة، ولا يعدله عندي أحد، وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان، وقال شعبة: سفيان أحفظ مني" (١)، فهذا ترجيح لرواية سفيان، وترجيح ثان، وهو متابعة العلاء بن صالح (٢) ومحمد بن سلمة بن كهيل (٣) له، وترجيح ثالث، وهو أن أبا الوليد الطيالسي -وحسبك به- رواه عن شعبة بوفاق الثوري في متنه (٤)، فقد اختلف على شعبة كما ترى، قال البيهقي (٥): "فيحتمل أن يكون تنبَّه لذلك فعاد إلى الصواب في متنه، وترك ذكر [ذلك] (٦) علقمة في إسناده"، وترجيح رابع، وهو أن الروايتين لو تقاوَمَتا لكانت رواية الرفع متضمّنة لزيادة وكانت أولى بالقبول، وترجيح خامس، وهو موافقتها وتفسيرها لحديث أبي هريرة: "إذا أمَّن الإمام فأمَّنوا، فإن الإمام يقول: آمين، والملائكة تقول: آمين، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له" (٧)، وترجيح سادس، وهو ما رواه الحاكم بإسناد صحيح عن أبي هريرة قال: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا فرغ من قراءة أمّ القرآن رفع صوته بآمين" (٨)، ولأبي داود بمعناه، وزاد بيانًا فقال:


(١) انظر: "تاريخ ابن معين" (٢/ ٢١٥ - رواية الدوري)، و"التهذيب" (٤/ ١١٣ - ١١٥).
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) رواه البيهقي (٢/ ٥٧).
(٥) في "الخلافيات" (٢/ ٦٥ - مختصره).
(٦) ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(٧) رواه البخاري (٧٨٠) في (الأذان): باب جهر الإمام بالتأمين، و (٧٨١) باب فضل التأمين، و (٧٨٢) باب جهر المأموم بالتأمين، و (٤٤٧٥) في (التفسير): باب "غير المغضوب عليهم ولا الضالين"، و (٦٤٠٢) في (الدعوات): باب التأمين، ومسلم (٤١٠)، من حديث أبي هريرة قريبًا منه.
وأقرب لفظ لهذا المذكور: رواه النسائي (٢/ ١٤٤) في (الصلاة): باب جهر الإمام بآمين.
وعزاه الحافظ في "الفتح" (٢/ ٢٦٤) للسراج وأبي داود، ولكن ليس لفظه هكذا في "سنن أبي داود".
(٨) هو في "المستدرك" (١/ ٢٢٣)، ورواه أيضًا ابن حبان (١٨٠٦)، وابن خزيمة (٥٧١)، والدارقطني (١/ ٣٣٥)، وابن عبد البر في "التمهيد" (٧/ ١٤)، والبيهقي في "السنن" (٢/ ٥٨)، وابن الجوزي في "التحقيق" (٢/ ٢٤٧ رقم ٥١٩ - ط. قلعجي) كلّهم من طريق إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزُّبيدي عن عمرو بن الحارث: حدثنا عبد اللَّه بن سالم عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن سعيد وأبى سلمة عنه.
قال الدارقطني: إسناده حسن، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
ونقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (١/ ٢٣٦) أن البيهقي قال: حسن صحيح.
ولبس هو في "سننه"، وإنما نقل تحسينه عن الدارقطني. =

<<  <  ج: ص:  >  >>