للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه الثالث عشر: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- نهى عن بناء المساجد على القبور، ولعن مَنْ فعل ذلك (١)، ونهى عن تجصيص القبور، وتشريفها (٢)، واتخاذها مساجد، وعن الصلاة إليها وعندها (٣)، وعن إيقاد المصابيح عليها (٤)، وأمر بتسويتها (٥)،


(١) أخرج مسلم في "صحيحه" (كتاب المساجد ومواضع الصلاة)، باب: النهي عن بناء المساجد على القبور (١/ ٣٧٧ - ٣٧٨/ رقم ٥٣٢) ضمن حديث جُندب بن عبد اللَّه البَجَلي مرفوعًا: ". . . وإن مَنْ كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد؛ فإني أنهاكم عن ذلك".
وأخرج البخاري في "صحيحه" (كتاب الصلاة)، باب منه (١/ ٥٣٢/ رقم ٤٣٥، ٤٣٦)، و (كتاب الجنائز)، باب: ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور، (٣/ ٢٠٠/ رقم ١٣٣٠)، باب: ما جاء في قبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (٣/ ٢٥٥/ رقم ١٣٩٠)، وكتاب (أحاديث الأنبياء)، باب: ما ذكر عن بني إسرائيل، (٦/ ٤٩٤ - ٤٩٥/ رقم ٣٤٥٣، ٣٤٥٤)، وكتاب (المغازي) باب: مرض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ووفاته، (٨/ ١٤٠/ رقم ٤٤٤١، ٤٤٤٣، ٤٤٤٤)، وكتاب (اللباس) باب: الأكسية والخمائص (١٠/ ٢٧٧/ رقم ٥٨١٥، ٥٨١٦)، ومسلم في "صحيحه" (كتاب المساجد ومواضع الصلاة) باب: النهي عن بناء المساجد على القبور، (١/ ٣٧٧/ رقم ٥٣١) عن عائشة وابن عباس رفعاه: "لعنة اللَّه على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"؛ يُحذِّر مما صنعوا.
وانظر: "إغاثة اللهفان" (١/ ٣٦٢)، و"تهذيب السنن" (٤/ ٣٤١ - ٣٤٢).
(٢) أما النهي عن تجصيص القبور فهذا ثابت في "صحيح مسلم" (٩٧٠) في (الجنائز): باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه، من حديث جابر.
والنهي عن تشريف القبور وهو البناء عليها ثابت في الحديث نفسه، وفي "صحيح مسلم" أيضًا (٩٦٨) في باب: الأمر بتسوية القبر عن علي بن أبي طالب قال: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسولا اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . ولا قبرًا مُشْرِفًا إلا سَوّيته.
"قوله: "تشريفها" المراد به رفعها عن وجه الأرض" (و).
(٣) أما النهي عن الصلاة إليها؛ فقد ورد في "صحيح مسلم" (كتاب الجنائز): باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه، (٩٨/ ٩٧٢) من حديث أبي مرثد الغنوي -رضي اللَّه عنه-، قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها".
وأما النهي عن الصلاة عندها؛ فقد ورد في "سنن أبي داود" (كتاب الصلاة): باب المواضع التي لا تجوز فيها الصلاة (٤٩٢)، و"سنن الترمذي" (كتاب الصلاة): باب ما جاء أن الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام، (٣١٧)، و"سنن ابن ماجه" (كتاب المساجد): باب المواضع التي تكره فيها الصلاة (٧٤٥) و"مسند أحمد" (٣/ ٨٣) من حديث أبي سعيد الخدري -رضي اللَّه عنه- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام".
(٤) يشير إلى الحديث: "لعن رسول اللَّه زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسُّرج". وسيأتي تخريجه -إن شاء اللَّه تعالى- مفصلًا.
(٥) رواه مسلم (٩٦٩) في (الجنائز): باب تسوية القبر من حديث علي بن أبي طالب قال: =

<<  <  ج: ص:  >  >>