للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لئلا يكون ذريعة إلى إلحاق المحدود بالكفَّار، ولهذا لا تقام الحدود في الغزو كما تقدم (١).

الوجه الثلاثون: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- نَهَى عن تقدُّم رمضان بصوم يوم (٢) أو يومين، إلا أن تكون له عادة توافق ذلك اليوم (٣)، ونهى عن صوم يوم الشك (٤)، وما ذاك إلا لئلا يُتَّخذ ذريعةَ إلى أن يُلحق بالفرض ما ليس منه (٥)، وكذلك حرَّم صوم يوم العيد (٦) تمييزًا لوقت العبادة عن (٧) غيره لئلا يكون ذريعة إلى الزيادة في الواجب


(١) جاء هذا الوجه في (ق) و (ن) مكان الوجه الخامس.
(٢) في (ق): "صوم رمضان بيوم".
(٣) رواه البخاري (١٩١٤) في (الصوم): باب لا يتقدم رمضان بصوم يوم ولا يومين، ومسلم (١٠٨٢) في (الصيام): باب لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين، من حديث أبي هريرة.
(٤) رواه الدارمي (٢/ ٢) وعبد الرزاق (٧٣١٨) وابن أبي شيبة (٣/ ٧٢)، وأبو داود (٢٣٣٤) في (الصوم): باب كراهية صوم يوم الشك، وعلقه البخاري (٤/ ١١٩ - مع "الفتح") في (الصيام): باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا رأيتم الهلال فصوموا"، ورواه الترمذي (٦٨٦) في (الصوم): باب ما جاء في كراهية صوم يوم الشك، والنسائي (٤/ ١٥٣) في (الصيام): باب صيام يوم الشك، وابن ماجه (١٦٤٥) في (الصيام): باب ما جاء في صيام يوم الشك، وأبو يعلى (١٦٤٤)، وابن خزيمة (١٩١٤)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٢/ ١١١)، وابن حبان (٣٥٨٥ و ٣٥٩٥ و ٣٥٩٦)، والدارقطني (٢/ ١٥٧)، والحاكم (١/ ٤٢٣ - ٤٢٤)، والبيهقي (٤/ ٢٠٨) من حديث عمار بن ياسر مرفوعًا قال: "من صام اليوم الذي يشك فيه، فقد عصى أبا القاسم -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي مع أن أحد رواته (عمرو بن قيس) من رواة مسلم فقط. وانظر: "تغليق التعليق" (٤/ ١٤٠ - ١٤١)، و"فتح الباري" (٤/ ١٢٠)، و"إقامة البرهان على عدم وجوب صوم يوم الثلاثين من شعبان" (ص ٢٩ - ٣٠).
(٥) انظر: "زاد المعاد" (١/ ١٥٧ - ١٦٠)، "وبدائع الفوائد" (٣/ ٩٦ - ٩٧)، "وتهذيب السنن" (٣/ ٢١٤ - ٢٢٢).
(٦) النهي عن صيام العيدين ثابت في أحاديث منها:
ما رواه البخاري (١٩٩٣) في (الصوم): باب صوم النحر، ومسلم (١١٣٨) في "الصيام": باب النهي عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى، من حديث أبي هريرة.
ومنها حديث أبي سعيد الخدري، ولفظه: "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نهى عن صيام يوم الفطر ويوم النحر". رواه البخاري (١١٩٧ و ١٨٦٤ و ١٩٩١ و ١٩٩٥)، ومسلم (١٤٠) (٢/ ٧٩٩).
ومنها حديث عمر بن الخطاب، رواه البخاري (١٩٩٠ و ٥٥٧١)، ومسلم (١١٣٧).
(٧) في (ك): "من".

<<  <  ج: ص:  >  >>