للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يكره النوم قبلها والحديثَ بعدها (١)، وما ذاك إلا لأن النوم قبلها ذريعة إلى تفويتها، والسمر بعدها ذريعة إلى تفويت قيام الليل، فإن عارَضَهُ مصلحة راجحة كالسمر في العلم ومصالح المسلمين لم يكره (٢).

الوجه الثالث والخمسون: [أنه نهى] (٣) النساء إذا صَلَّيْنَ مع الرجال أن يرفعن رءوسهن قبل الرجال (٤)؛ لئلا يكون ذريعة منهن إلى رؤية عَوْرات الرجال من وراء الأزر كما جاء التعليل بذلك في الحديث (٥).

الوجه الرابع والخمسون: أنه نهى الرجل أن يتخطَّى المسجد الذي يليه إلى غيره كما رواه بقية عن المجاشع بن عمرو، عن عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه، ولا يتخطاه إلى غيره" (٦)،


(١) رواه البخاري (٥٤٧) في (مواقيت الصلاة): باب وقت العصر، و (٥٦٨) في باب ما يكره من النوم قبل العشاء، و (٥٩٩) في ما يكره من السمر بعد العشاء، و (٧٧١) في (الأذان): باب القراءة في الفجر، ومسلم (٦٤٧) في (المساجد ومواضع الصلاة): باب استحباب التكبير بالصبح. . . من حديث أبي برزة الأسلمي.
(٢) وجاء هذا الوجه مكان الوجه الحادي والتسعين في (ق) و (ن).
(٣) بدل ما بين المعقوفتين في (ق): "نهيه".
(٤) رواه البخاري (٣٦٢) في (الصلاة): باب إذا كان الثوب ضيِّقًا، و (٨١٤) في (الأذان): باب عقد الثياب وشدها، و (١٢١٥) في (العمل في الصلاة): باب إذا قيل للمصلي: تقدم أو انتظر فانتظر؛ فلا بأس، ومسلم (٤٤١) في "الصلاة": باب أمر النساء المصليات وراء الرجال أن لا يرفعن رؤوسهنّ من السجود حتى يرفع الرجال، من حديث سهل بن سعد، لكن لفظه يوهم أن القائل قد يكون غير النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
(٥) جاء هذا الوجه في (ق) و (ن) مكان الوجه الثالث والتسعون.
وقد ورد الحديث صريحًا من قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرفوعًا من حديث أسماء: رواه عبد الرزاق (٥١٠٩)، وأحمد (٦/ ٣٤٨)، وأبو داود (٨٣٦)، والطبراني في "الكبير" (٢٤/ ٢٦٠ و ٢٦١ و ٢٦٢ و ٢٦٣)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٩/ ٢١٧).
(٦) رواه ابن عدي في "الكامل" (٦/ ٢٤٥٠) من الطريق الذي ذكره المصنف.
ورواه ابن عدي أيضًا، وتمام في "فوائده" (٢٨٠) من طريق آخر عن بقية عن مجاشع: حدثني منصور عن عبيد اللَّه بن عمر به، فزاد "منصور" في إسناده.
وإسناده ضعيف جدًا بل أشد، مجاشع بن عمرو هذا قال فيه ابن معين: "أحد الكذابين". وقال البخاري: منكر مجهول، وقال العقيلي: حديثه منكر غير محفوظ.
قلت: ومجاشع هذا توبع، فقد رواه الطبراني في "الكبير" (١٣٣٧٣) و"الأوسط" (٥١٧٦): حدثنا محمد بن أحمد بن نصر الترمذي: حدثنا عبادة بن زياد الأسدي: حدثنا زهير بن معاوية عن عبيد اللَّه بن عمر به. =

<<  <  ج: ص:  >  >>