للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأيضًا فإنه فرق بين عقدين كل منهما ذريعة ظاهرة جدًا إلى الربا -وهما السلف والبيع، والشرطان في البيع (١) - وهذان (٢) العقدان بينهما من النَّسَب والإخاء والتوسل بهما إلى أكل الربا ما يقتضي الجمع بينهما في التحريم، فصلوات اللَّه وسلامه على مَنْ كلامه الشفاء والعصمة والهدى والنور (٣).

الوجه الثالث والستون: أنه أمر أن يُفرَّق بين الأولاد في المَضَاجَع، وأن لا يترك الذكر ينام مع الأنثى في فِرَاشٍ واحد (٤)؛ لأن ذلك قد يكون ذريعة إلى نَسْج الشيطان بينهما المُواصَلَة المُحرَّمة بواسطة (٥) اتحاد الفراش ولا سيما مع الطول، والرجل قد يعبث في نومه بالمرأة في نومها إلى جانبه وهو لا يشعر، وهذا أيضًا من ألطف سد الذرائع (٦).

الوجه الرابع والستون: أنه نهى أن يقول الرجل: خَبُثَتْ نَفْسي، ولكن ليقُلْ: لَقِسَتْ نفسي (٧)، سدًا لذريعة اعتياد اللسان للكلام الفاحش، وسدًا لذريعة اتصاف


(١) النهي عن سلف وبيع، وعن شرطين في بيع ثابت في الحديث السابق المخرج في الصفحة الماضية في النهي عن ربح ما لم يضمن.
(٢) في (و): "ولهذان"!
(٣) انظر: "تهذيب السنن" (٥/ ١٠٥، ١٤٤ - ١٥٩)، و"زاد المعاد" (٤/ ٢٦٢)، وجاء هذا الوجه في (ق) و (ن) مكان الوجه الثامن والسبعين.
(٤) هو جزء من حديث رواه أحمد (٢/ ١٨٠ و ١٨٧)، وفي "العلل" رواية ابنه عبد اللَّه (١/ ٤٨ - ٤٩)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٤٧)، وأبو داود (٤٩٥) في (الصلاة): باب متى يؤمر الغلام بالصلاة، والعقيلي (٢/ ١٦٧ - ١٦٨)، والدولابي في "الكنى" (١/ ١٥٩)، والدارقطني (١/ ٢٣٠)، والحاكم في "المستدرك" (١/ ١٩٧)، وأبو نعيم في "الحلية" (١٠/ ٢٦)، والبيهقي في "سننه" (٢/ ٢٢٩) و (٣/ ٨٤)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٢/ ٢٧٨) من طرق عن سَوَّار بن حمزة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعًا، وسوار بن حمزة، قال فيه أحمد: لا بأس به، ووثقه ابن معين، وتكلم فيه الدارقطني والعقيلي وابن حبان، وقال العقيلي بعد روايته للحديث: لا يتابع عليهما جميعًا بهذا الإسناد.
أقول: قد توبع سوّر على هذا.
فرواه ابن عدي في "الكامل" (٣/ ٩٢٩)، والبيهقي (٢/ ٢٢٩) من طريق ليث بن أبي سُليم عن عمرو به، وليث ضعيف، لكنهما يقويان بعضهما بعضًا.
(٥) في (ك): "بواصلة".
(٦) وجاء هذا الوجه مكان الوجه الرابع والثلاثين في (ق) و (ن).
(٧) رواه البخاري (٦١٧٩) في (الأدب): باب لا يقل خبثت نفسي، ومسلم (٢٢٥٠) في (الألفاظ من الأدب): باب كراهية قول الإنسان: خبثت نفسي، من حديث عائشة. وقوله: "لقست: غثت، واللقس: الغثيان" (و).

<<  <  ج: ص:  >  >>