للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحدهم [أن يقول] (١): قد قرأت القرآن فما أظنّ أن يتّبعوني حتى ابتدع لهم غيره، فإيّاكم وما ابتدع، فإن كل بدعة ضلالة، وإيّاكم وزيغةَ الحكيم فإن الشيطان قد يتكلم على لسان الحكيم بكلمة الضلالة، وإن المنافق قد يقول كلمة الحق، فتلقوا الحق عمن جاء به، فإن على الحق نورًا، قالوا: [و] (٢) كيف زيغة الحكيم؟ قال: هي كلمةٌ تروعكم وتنكرونها وتقولون ما هذه، فاحذروا زيغته، ولا تصدنكم عنه، فإنه يوشك أن يفيء (٣) و [أن] (٢) يراجع الحق، وإن العلم والإيمان مكانهما إلى يوم القيامة، فمن ابتغاهما وجدهما (٤).

وقال سلمان الفارسي: كيف أنتم عند ثلاثٍ: زلةِ عالمٍ، وجدال منافق بالقرآن، ودنيا تقطع أعناقكم؟ فأما زلة العالم فإن اهتدى فلا تقلدوه دينكم [وتقولون نصنع مثل ما يصنع فُلَان [وننتهي عمّا ينتهي عنه فلان] (٥)، وإن أخطأ فلا تقطعوا إياسكم منه فتعينوا عليه الشيطان] (٦)، وأما مجادلة منافق (٧) بالقرآن فإن للقرآن مَنَارًا كمنار الطريق، فما عرفتم منه فَخُذُوه (٨) وما لم تعرفوا فَكِلُوا (٩) إلى اللَّه [تعالى] (١٠)، وأما دنيا تقطع أعناقكم فانظروا إلى من هو دونكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم (١١).

وعن ابن عباس: "ويلٌ للأتباعِ من عَثَرات العالم، قيل: كيف ذلك (١٢)؟


(١) ما بين المعقوفتين سقط من (ك).
(٢) ما بين المعقوفتين من "بيان الدليل" و"جامع بيان العلم".
(٣) في "بيان الدليل": "أن يضيء"!!
(٤) هو صحيح عنه، ومضى (١/ ١١٢، ١٩٤ و ٢/ ٤٥٥).
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من (د)، و (ط) و (ق) و (ك) وأثبته من "بيان الدليل" (ص ٢٦٠)، وأثبته (و) بلفظ: "وننهى عما ينهى عنه فلان"، وقال معلقًا: "ص ١٧٩ ج ٣ فتاوى، وابن القيم ينقل كل ما فات بلفظه من هذا المصدر" اهـ.
(٦) كل ما بين هاتين المعقوفتين سقط من "جامع بيان العلم"، فليتنبه.
(٧) في "بيان الدليل": "المنافق".
(٨) في (ق) و (ك): "فخذوا".
(٩) في (ق) و (ك): "فكلوه".
(١٠) في "بيان الدليل" و (ك): "سبحانه"، وقد سقط هذا وذاك من "جامع بيان العلم".
(١١) رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (١٨٧٣) من طريق حسين الجعفي عن زائدة عن عطاء بن السائب عن أبي البختري عنه.
وهذا إسناد فيه مقال؛ عطاء بن السائب اختلط، ولم يُذكر زائدة هل سمع منه قبل الاختلاط أو بعده، ورواية عطاء عن أبي البختري فيها مقال، قال شعبة: "ما حدّثك عطاء عن رجاله زاذان وميسرة وأبي البختري فلا تكتبه".
(١٢) كذا في نسخ "الإعلام"، و"جامع بيان العلم"، و"بيان الدليل": "كيف ذاك".

<<  <  ج: ص:  >  >>