للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يؤاخذ عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- حين (١) ضرب صَدْر أبي هريرة حتى وقع على الأرض [وقد ذهب] (٢) للتبليغ عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بأمره فمنعه عمر وضربه وقال: "ارجع"، وأقرَّه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على فعله، ولم يؤاخذه لأجل التأويل (٣).

وكما رفع مؤاخذة التأثيم (٤) في هذه الأمور وغيرها رفع مؤاخذة الضمان في الأموال و [القضاء في] (٥) العبادات، فلا يحل لأحد أن يفرِّق بين رجل (٦) وامرأته لأمر يخالف مذهبه، وقوله الذي قلّد فيه بغير حجة، فإذا (٧) كان الرجل قد تأول وقلّد من أفتاه بعدم الحنث فلا يحل له أن يحكم [عليه] (٨) بأنَّه حانث في حكم اللَّه ورسوله ولم يتعمد الحنث، بل هذه (٩) فرية على اللَّه ورسوله وعلى الحالف، وإذا وصل [به] (١٠) الهوى إلى هذا الحد فصاحبه تحت الدرك، وله مقام وأي مقام بين يدي اللَّه [يوم القيامة] (١٠) يوم لا ينفعه شيخه ولا مذهبه ومن قلّده، واللَّه المستعان.

وإذا قال الرجل لامرأته: "أنت طالق ثلاثًا لأجل كلامك لزيد وخروجك من بيتي" فبان أنَّها لم تكلمه، ولم تخرج من بيته لم تطلق، صرَّح به الأصحاب، قال ابن أبي موسى في "الإرشاد" (١١): فإن قال: "أنت طالق أن دخلت الدار" بنصب الألف، والحالف من أهل اللسان، فإن كان تقدم لها دخول إلى تلك الدار قبل اليمين طلقت في الحال؛ لأن ذلك للماضي من الفعل دون المستقبل، وإن كانت لم تدخلها قبل اليمين بحال لم تطلق، وإن دخلت الدار بعد اليمين إذا كان الحالف قصد بيمينه الفعل الماضي دون المستقبل؛ لأن معنى ذلك (١٢): إن كنت دخلت الدار فأنت طالق، وإن كان الحالف جاهلًا باللسان وإنما أراد باليمين الدخول المستقبل فمتى دخلت الدار بعد اليمين طلقت بما حلف به قولًا واحدًا،


(١) في المطبوع: "حسين".
(٢) بدل ما بين المعقوفتين في (ك): "وذهب".
(٣) رواه البخاري في (العلم): باب من خص بالعلم قومًا دون قوم كراهية أن لا يفهموا، ومسلم (٣١) في (الإيمان): باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا، من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-.
(٤) قال (د): "في نسخة: "مؤاخذة النائم" تحريف".
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٦) في (ك): "الرجل".
(٧) في (ق): "اذا".
(٨) ما بين المعقوفتين سقط من (ك).
(٩) في (ق) و (ك): "هذا".
(١٠) ما بين المعقوفتين سقط من المطبوع و (ك).
(١١) (ص ٢٩٩).
(١٢) في (ق) و (ك): "لأن ذلك يعني".

<<  <  ج: ص:  >  >>