للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه الحادي والثلاثون: ما روى إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي أن عليًا -رضي اللَّه عنه- (١) قال: ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر (٢)، ومن المحال


= أقول: وقال أحمد أيضًا: رجل صالح، ويشبه أهل النسك والخير إلا أنه ربما أخطأ، وقال البخاري: سكتوا عنه، إلا أن السيوطي حاول في "اللآلئ المصنوعة" (١/ ٣٠٢) أن يقوي حاله كعادته!!
وقد لخص ابن عدي حاله فقال: ليس هو ممن يتعمد الكذب، إلا أنه يحمل على حفظه فيخطئ. . . وله غرائب غير ما ذكرت.
ومما يدل على سوء حفظ هذا الرجل أن عبد اللَّه بن يزيد المقرئ رواه عن حيوة بن شريح عن مشرح بن هاعان عن رجل عن عقبة، رواه القطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" لأحمد (٦٧٦)، وعبد اللَّه هذا من الثقاث المشهورين فزاد رجلًا مبهمًا.
وللحديث إسناد آخر: رواه ابن عدي في "الكامل" (٣/ ١٠٧١) -ومن طريقه ابن عساكر (١٠١ - ترجمة عمر) وابن الجوزي (١/ ٣٢٠) - من طريق زكريا بن يحيى الوقار: حدثنا بشر بن بكر عن أبي بكر بن عبد اللَّه بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن عفيف بن الحارث عن بلال به مرفوعًا.
وزكريا هذا هو أبو يحيى قال فيه صالح جزرة: كان من الكذَّابين الكبار، وقال ابن عدي: له حديث كثير بعضها موضوعات، وكان يتهم بوضعها. . .
أما السيوطي فحاول أن يحسن من حاله!!!
ثم ذكر السيوطي له طريقين آخرين:
قال المعلمي في "تعليقه على الفوائد المجموعة" للشوكاني (ص ٣٣٧): في أسانيدهما جماعة لم أعرفهم، وفي الأولى عبد اللَّه بن واقد، وقد مر ذكره، وفي الثانية إسحاق بن نجيح الملطي، وهو كذاب.
أقول: فالحديث لا يصح، لكن لا يبلغ أن يكون موضوعًا، وما بين المعقوفتين من (ك).
(١) في المطبوع: "كرم اللَّه وجهه".
(٢) رواه من هذا الطريق: عبد اللَّه بن أحمد في "زياداته على فضائل الصحابة" (٣١٠، ٤٧٠)، والقطيعي في "زوائده" (٥٢٣)، و (٦٠١) و (٦١٤) و (٦٢٧)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (١/ ٤٦١، ٤٦٢) وأبو عروبة الحراني في "حديثه" (ق ٦٣/ أ) أو (رقم ٣٦) وأبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٣٢٨ و ٨/ ٢١١) والبيهقي في "المدخل" (رقم ٦٧) والخطابي في "غريب الحديث" (٢/ ٢٥٨)، والبغوي (٣٨٧٧) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١٣/ ق ١٥)، وأبو الخير القزويني في "الأربعين في فضائل عمر بن الخطاب" (ق ٥٥/ أ) من طرق عن إسماعيل به، وإسناده صحيح.
ورواه ابن أبي شيبة (١٢/ ٢٣) والقطيعي في "زوائده" (٦٣٤) من طريق الشيباني وإسماعيل به.
ورواه القطيعي (٧١١) من طريق أبي إسماعيل عن الشعبي به، وفيه زيادة، وأبو إسماعيل هذا كثير النواء الضعيف. =

<<  <  ج: ص:  >  >>