ورواه ابن جرير الطبري (١٧/ ١٠٠) من طريق نصر بن علي الجهضمي والنسائي في "التفسير" (رقم ٣٥٦) وأبو نعيم في "المعرفة" (رقم ٣٦٨٥) من طريق قتيبة بن سعيد كلاهما عن نوح بن قيس عن عمرو بن مالك به، دون ذكر يزيد بن كعب. أقول: أظن أن الصواب إثبات يزيد بن كعب حيث صرح نوح بالسماع منه فقال: أخبرني يزيد بن كعب، وقد ذكروا في ترجمة نوح أنه يروي عن عمرو بن مالك، لكن نوح توفي سنة (١٨٣) أو (١٨٤) وعمرو بن مالك مات سنة (١٢٩) فينظر في سماعهما من بعض. ونوح بن قيس لا بأس به، قد أخرج له مسلم. ويزيد بن كعب مجهول. . . انظر "تهذيب الكمال" (٣٢/ ٢٣٠). وأما عمرو بن مالك النُّكْريّ، فقد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: "يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه، يخطئ ويُعْرب". وقد ذكر هذه العبارة ابن حجر في "تهذيب التهذيب" أما في "التقريب" فقال: صدوق له أوهام، وعبارة ابن حبان رحمه اللَّه أدق فيا ليت الحافظ نقلها في "التقريب"، وأما الحافظ الذهبي في "الميزان" و"المغني في الضعفاء" فقال عنه: ثقة!! ولا أدري من أين جاء بهذا التوثيق؟! وفي "الكاشف" له (٢/ ٨٧): "وثق" وهذا قوله فيما انفرد ابن حبان بتوثيقه بينما اقتصر في "ديوان الضعفاء" (رقم ٣٢٠٧) على قوله: "قال ابن عدي: كان يسرق الحديث". وله شاهد من حديث ابن عمر: رواه الخطيب البغدادي (٨/ ١٧٥)، وابن مردويه، وابن منده -كما في "الإصابة" (٢/ ١٥) - في ترجمة سجل، من طريق حمدان بن سعيد عن ابن نمير عن عبيد اللَّه عن نافع عنه به. ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٣/ ١٤٥٣ رقم ٣٦٨٤) لكن قال: حمدان بن علي، قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة": إن كان هو ابن علي فهو ثقة معروف واسمه محمد بن علي بن مهران، وكان من أصحاب أحمد، لكن قد رواه الخطيب في ترجمة حمدان بن سعيد من "تاريخه". أقول: وقد قال الخطيب بعد روايته: "قال البرقاني: قال أبو الفتح الأزدي: تفرد به ابن نمير إن صح". قال الحافظ ابن حجر متعقبًا: "قلت: ابن نمير من كبار الثقات، فهذا الحديث صحيح بهذه الطرق وغفل من زعم أنه موضوع". أقول: طريق ابن عباس الأول قد علمت ما فيه، وأما طريق ابن عمر هذا ففيه حمدان بن سعيد هذا، وقد ذكره الخطيب ولم يذكر فيه شيئًا، ومثل هؤلاء المجاهيل يأتي منهم الطامات في العادة، لذلك قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (٣/ ٢٠٩): "منكر =