للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتوفيق والطهارة فكيف بنا الذين غطَّت (١) الذنوب والخطايا قلوبنا (٢)؟ وكان -رحمه اللَّه- إذا سئل عن مسألة، فكأنه واقف بين الجنة والنار (٣)، وقال عطاء بن أبي رباح: أدركت أقوامًا إن كان أحدهم ليسأل عن شيء فيتكلم، وإنه لَيَرْعَد (٤).

وسُئل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أي البلاد شرّ فقال؟ "لا أدري حتى أسأل جبريل"، فسأله فقال: أسواقها (٥).

وقال الإِمام أحمد: من عرَّض نفسه للفتيا، فقد عرَّضها لأمر عظيم، إلا أنه


(١) في (ت): "غلب".
(٢) نقله القاضي عياض في "ترتيب المدارك" (١/ ١٤٥) وابن الصلاح في "أدب المفتي والمستفتي" (٨٠) وابن حمدان في "صفة الفتوى والمفتي" (٨ - ٩) وفي (ق): "الخطايا والذنوب".
(٣) رواه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (رقم ١٠٨٧)، ومن طريقه ابن الجوزي في "تعظيم الفتيا" (رقم ١٨ - بتحقيقي)، وبعدها في (ق): "قال" بدل "وقال".
(٤) رواه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (٢/ ٧١٨) والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (رقم ١٠٨٥)، وابن الجوزي في "تعظيم الفتيا" (رقم ١٦ - بتحقيقي)، وإسناده صحيح، وفي (ق): "المسألة" بدل "شيء"، وفي المصادر: "عطاء بن السائب" لا "ابن أبي رباح" كما عند المصنف.
(٥) رواه ابن حبان في "صحيحه" (١٥٩٩)، والحاكم (١/ ٩٠ و ٢/ ٧ - ٨)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (١٥٥٠)، والبيهقي (٣/ ٦٥) والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (رقم ٩٥٩) من طريق جرير بن عبد الحميد عن عطاء بن السائب عن محارب بن دثار عن ابن عمر به.
ورجاله ثقات إلا أن عطاء كان اختلط وجرير روى عنه بعد الاختلاط، ومما يدل على اختلاطه اضطرابه في تسمية الذي مسألة جبريل بعد سؤال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- له.
وعزاه الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٦) للطبراني في "الكبير"، وأعله بعطاء بن السائب.
وله شاهد من حديث جبير بن مطعم: رواه أحمد (٤/ ٨١) والفسوي (٢/ ٢٠٦)، والبزار (١٢٥٢)، وأبو يعلى (٧٤٠٣)، والطبراني في "الكبير" (١٥٤٥ و ١٥٤٦) والحاكم (١/ ٨٩، ٩٥، ٢/ ٧)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (١١٠٢)، وابن الجوزي في "تعظيم الفتيا" (رقم ٢٢) من طرق عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه، وقال الهيثمي (٤/ ٧٦): ورجال أحمد وأبي يعلى والبزار رجال الصحيح، خلا عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، وهو حسن الحديث.
ومن حديث أنس: رواه الطبراني في "الأوسط" (٧١٤٠)، وضعفه الهيثمي (٢/ ٦ و ٤/ ٧٦ - ٧٧)، وفيه عبيد بن واقد الليثي ضعيف.
وأصل حديث الباب وهو: "خير البلدان المساجد وشرها الأسواق" ثابت في الصحيح، حيث رواه مسلم (٦٧١) من حديث أبي هريرة. وانظر "موافقة الخبر" (١/ ٩ - ١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>