للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- رجل فقال: يا رسول اللَّه تدركني الصلاة وأَنا جُنُب فأصوم؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وأنا تدركني الصلاة، وأنا جنب فأصوم" فقال (١): لست مثلنا يا رسول اللَّه قد غفر اللَّه لك ما تقدم من ذنبك، وما تأخر، فقال: "واللَّه إني لأرجو أن أكون أخشاكم للَّه وأعلمكم لما أتقي"، ذكره مسلم (٢).

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الصوم في السفر فقال: "إن شئت صمت، وإن شئت أفطرت" (٣)، وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- حمزة بن عمرو فقال: إني أجد فيَّ قوة على الصيام في السفر فهل عليَّ جُناح؟ فقال: "هي رخصة اللَّه فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم، فلا جناح عليه" (٤)، ذكرهما مسلم.

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- عن تقطيع قضاء رمضان، فقال: "ذلك إليك، أرأيت لو كان على أحدكم دين قضى الدرهم والدرهمين، أَلم يكن ذلك قضاء؟ فاللَّه أحق أن يعفو ويغفر" (٥)، ذكره الدارقطني وإسناده حسن.


(١) وفي (ك): "قال".
(٢) رقم (١١١٠) في (الصيام): باب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب، من حديث عائشة، وفي (ك): "بما اتقى".
(٣) رواه مسلم (١١٢١) في (الصيام): باب التخيير في الصوم والفطر في السفر، من حديث عائشة.
(٤) رواه مسلم (١١٢١) بعد (١٠٧).
(٥) رواه الدارقطني (٢/ ١٩٤)، ومن طريقه البيهقي (٤/ ٢٥٩) من طريق يحيى بن سليم الطائفي عن موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر قال: بلغني أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سئل عن تقطيع شهر رمضان فقال: (فذكره).
وقال الدارقطني: إسناده حسن إلا أنه مرسل، وقد وصله غير أبي بكر عن يحيى بن سليم إلا أنه جعله عن موسى بن عقبة عن أبي الزبير، عن جابر ولا يثبت متصلًا.
ثم رواه الدارقطني متصلًا، ويحيى بن سليم وإن روى له الشيخان ففي حفظه شيء.
وقد رواه البيهقي (٤/ ٢٥٩) من طريق عبد اللَّه بن وهب عن أبي حسين -رجل من أهل الكوفة- عن موسى بن عقبة عن صالح بن كيسان به مرسلًا أيضًا، وهذا يؤيد أن الصحيح فيه الإرسال كما قال الدارقطني.
وفي الباب عن ابن عمر رواه الدارقطني (١/ ١٩٣) -ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (٥/ ٣٩٣ رقم ٢٢٩٦) - من طريق سفيان بن بشر: حدثنا علي بن مسهر عن عبيد اللَّه بن عمر عن نافع عه مرفوعًا نحوه، وقال: لم يسنده غير سفيان بن بشر.
أقول: ولم أجد سفيان هذا وأظنه من المجاهيل، ثم وجدتُ ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (٣/ ٢١٤) يجزم بذلك، فالحمد للَّه على نعمائه.
ولذلك قال البيهقي (٤/ ٢٥٩): وقد روي من وجه ضعيف عن ابن عمر مرفوعًا. =

<<  <  ج: ص:  >  >>