للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- بأيِّ شيء نختم الدعاء؟ فقال: "بآمين" (١)، ذكره أبو داود.


= قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد زاد يحيى بن اليمان في هذا الحديث هذا الحرف: قالوا: فماذا نقول؟ قال: سلوا اللَّه العافية في الدنيا والآخرة.
أقول: أصحاب الثوري كلهم رووا هذا الحديث دون هذه الزيادة التي زادها يحيى بن اليمان، ويحيى هذا قال ابن حجر: صدوق عابد يخطئ كثيرًا وقد تغيّر.
فيحيى هذا لو كان ثقة، ربما لم نقبل زيادته؛ لأنه خالف ثقات أصحاب سفيان، منهم: وكيع وأبو نعيم وأبو أحمد الزبيري، فكيف وهو يخطئ كثيرًا في روايته عن الثوري خاصة وقد تغير؟ ثم في الإسناد زيد العمي وهو ضعيف.
وقد روى الحديث دون آخره، عبد الرزاق (١٩٠٩)، وأحمد (٣/ ١١٩)، وأبو داود (٥٢١) في (الصلاة): باب ما جاء في الدعاء بين الأذان والإقامة، والترمذي (٢١٢) في (الصلاة): باب ما جاء في أن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة، و (٣٦٠٤)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (٦٨ و ٦٩)، والبيهقي (١/ ٤١٠) من طريق سفيان به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح! مع أنه فيه زيد العمي وهو ضعيف كما قلت.
قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" -كما في "الفتوحات الربانية" (٢/ ١٣٥) -: ولم أر ذلك -أي: تصحيح الترمذي للحديث-، في شيء من النسخ التي وقفت عليها، ويبعد أن الترمذي يصححه مع تفرد زيد العمي به.
والحديث دون آخره رواه أحمد (٣/ ١٥٥ و ٢٢٥ و ٢٥٤) والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (٦٧)، وأبو يعلى (٣٦٧٩ و ٣٦٨٥)، وابن خزيمة (٤٢٥ و ٤٢٦ و ٤٢٧)، وابن حبان (١٦٩٦)، والبغوي (١٣٦٥) من طريقين عن بريد بن أبي مريم عن أنس مرفوعًا، وإسناده صحيح.
وللحديث شواهد من حديث عبد اللَّه بن عمرو، وسهل بن سعد، فانظر: "الفتوحات الربانية"، و"التلخيص الحبير" (١/ ٢١٣).
(١) رواه أبو داود (٩٣٨) في (الصلاة): باب التأمين وراء الإمام، والبخاري في "تاريخه الكبير" (٩/ ٣٢)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١٤٤٢)، والدولابي في "الكنى" (١/ ٣٢)، والطبراني في "الكبير" (٢٢/ ٧٥٦) وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٥/ رقم ٦٨٠٣) من طريق الفريابي: حدثنا صبيح بن محرز: أخبرنا أبو مصبح المقرائي عن أبي زهير النميري أحد الصحابة، وفيه قصة فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أوجب إن ختم" فقال رجل: "بأي شيء يختم"؟ قال: بآمين فإنه إن ختم بآمين فقد أوجب".
ورواه ابن منده في "الصحابة" -كما في "الإصابة" (٤/ ٨٧) - وقال: هذا حديث غريب تفرد به الفريابي عن صبيح.
وقد ذكروا له حديثًا آخر: "لا تقتلوا الجراد".
لكن جعل ابن عبد البر في "الاستيعاب" راوي حديثنا هذا وراوي حديث الجراد اثنين، وترجم صاحب هذا الحديث فقال: أبو زهير الأنماري، وقيل التميمي، ليس إسناد حديثه بالقائم. =

<<  <  ج: ص:  >  >>