أقول: الذي أرسل الحديث هو هاشم وأظنه ابن القاسم، فهو من هذه الطبقة وهو من الثقات، لكن وصله الثوري وعبد السلام بن حرب، وهما من الثقات المشاهير، فروايتهما أولى بلا شك، وقول الدارقطني -رحمه اللَّه-: إن سعدًا هذا هو آخر يحتاج إلى دليل، بل قد ورد التصريح باسمه عند الحاكم في رواية الثوري، وقد ذكره البزار في "مسنده": أي "مسند سعد". وقول أبي حاتم: إنه مضطرب، إن كان يعني الاضطراب الذي ذكره الدارقطني، فقد ذكرنا الصواب وأن رواية الثوري وعبد السلام أولى، وإن كان غير ذلك فلم يبين لنا. إذا عرفت هذا فالإسناد قوي لولا الإرسال بين زياد وسعد واللَّه أعلم. تنبيه: كلام أبي داود الذي ذكره المؤلف بعد الحديث غير موجود في المطبوع من "السنن". قال (و): "في الرواية تأكلنه وتهدينه". (١) رواه البخاري (٥٧٣٧) في (الطب): باب الشروط في الرقية بفاتحة الكتاب، من حديث ابن عباس. (٢) رواه أحمد في "مسنده" (٥/ ١٩٥ و ٦/ ٤٥٢) من طريق هشام بن حسان عن قيس بن سعد عن رجل عن أبي الدرداء به. أقول: وشاهده في "صحيح البخاري" (٧١٦٤)، ومسلم (١٠٤٥) من حديث عمر بن الخطاب. (٣) رواه أحمد (٥/ ٤٣٥)، والشافعي في "مسنده" (٢/ ١٦٦)، وأبو داود (٣٤٢٢)، والترمذي (١٢٨٠)، والطبراني (٥٤٧٠)، والبيهقي (٩/ ٣٣٧)، والبغوي (٢٠٣٤)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (٤٦٦٠)، وفي "شرح معاني الآثار" (٤/ ١٣٢) من طرق عن مالك عن ابن شهاب، عن ابن محيصة (وهو حرام بن سعد بن محيصة) عن أبيه به. لكن رواه يحيى الليثي عن مالك في "الموطأ" (٢/ ٩٧٤)، عن ابن شهاب عن ابن محيصة أحد بني حارثة أنه استأذن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. قال ابن عبد البر في "التمهيد" (١١/ ٧٧ - ٧٩): "هكذا قال يحيى في هذا الحديث -أي عن ابن محيصة- أنه استأذن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وتابعه ابن القاسم، وذلك من الغلط =