للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- أنس أن يشفع له، فقال: "إني فاعل" قال: فأين أطلبك يوم القيامة؟ قال: "اطلبني أول ما تطلبني على الصراط" قلت: فإذا لم ألقك على الصراط؟ قال: "فأنا على الميزان" قلت: فإن لم ألقك عند الميزان؟ قال: "فأنا عند الحوض لا أُخطئ هذه الثلاث مواطن يوم القيامة" (١)، ذكرهما أحمد.

وسأل -صلى اللَّه عليه وسلم- الحجاج بن عِلَاط فقال: إنَّ لي بمكة مالًا، وإن لي بها أهلًا وأريد أن آتيهم، فأنا في حِلّ إن أنا نلت منك أو قلت شيئًا؟ فأذن له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-


= وأحمد هذا هو ابن حفص بن عبد اللَّه بن راشد، هو وأبوه أخرج لهما البخاري في "صحيحه"، وإبراهيم هو ابن طهمان من الثقات، والحجاج الباهلي ثقة أيضًا.
فرواية الثقتين عن عمرو هذا وتوثيق ابن حبان له قد يقوي أمره.
ورواه البخاري (٦/ ٣٣٣) من طريق ابن عُلَيَّة عن علي بن المبارك: حدثنا يحيى بن أبي كثير عن عمرو بن فلان عن أنس به.
أقول: ولعله هنا قال: عمرو بن فلان للاختلاف في ضبط اسم أبيه، كما سبق فلا إشكال -إن شاء اللَّه تعالى-.
ولمتن الحديث شواهد كثيرة في "الصحيحين" وغيرهما.
(تنبيه): وجدت الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٣/ ١٢٣) ذكر الحديث بنفس المتن، وعزاه لأحمد من حديث معاذ! ولم أجده عند أحمد من حديث معاذ لا بلفظه ولا بمعناه، وله في حديثنا ذكر، وانظر: "إتحاف المهرة" (٢/ ١٥٢).
(١) رواه أحمد (٣/ ١٧٨) -ومن طريقه الضياء في "المختارة" (٧/ ٢٤٦)، والمزي في "تهذيب الكمال" (٥/ ٥٣٧) -، والترمذي (٢٤٣٨) في (صفة القيامة): باب ما جاء في شأن الصراط -ومن طريقه اللالكائي (٢٢٢٠) وابن ناصر الدين في "منهاج السلامة" (ص ٨٢ - ٨٣) - والدينوري في "المجالسة" (٣٠ - بتحقيقي) -ومن طريقه الضياء (٧/ رقم ٢٦٩٤) - والبزار (٦/ ق ١/ أ) والمحاملي وأبو يعلى -ومن طريقهم الضياء (٧/ ٢٤٧) - والخطيب في "الموضح" (١/ ٩٧ - ٩٨) من طرق عن حرب بن ميمون: حدثنا النضر بن أنس عن أبيه أنس بن مالك (فذكره).
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إِلا من هذا الوجه.
قلت: فرق غير واحد بين حرب بن ميمون وأبي عبد الرحمن الأنصاري صاحب "الأغمية" الذي أخرج له مسلم، وأفاض المزي في "تهذيب الكمال" في التفرقة، وقال: "وقد جمعهما غير واحد، وفرق بينهما غير واحد وهو الصحيح إن شاء اللَّه" وكذلك فعل ابن ناصر الدين في "منهاج السلامة" (ص ٨٣)، وانظر: "الموضح" (١/ ٩٨ - ١٠١) وتعليق ذهبي العصر المعلِّمي عليه، ومال إلى تضعيف الخبر بتفرد حرب، وأن مسلمًا لم يخرج له.
وعزاه المزي إلى ابن ماجة في "التفسير" وعزاه ابن ناصر الدين إلى "تاريخ ابن أبي خيثمة".

<<  <  ج: ص:  >  >>