وقال الذهلي عن ابن المديني: أعيانا هذا (أي حكيم الأثرم)، ورغم ما قيل في حكيم هذا، إلا أن أبا داود قال: ثقة، وقال النسائي: لا بأس به، ونقل ابن أبي شيبة عن ابن المديني في "سؤالاته" (رقم ٥) قوله فيه: ثقة عندنا. أقول: الذهلي أوثق من ابن أبي شيبة، وهو محمد بن عثمان، وقد تكلم فيه بعضهم، فالعبارة الأولى وهي: أعيانا هذا أصح، واللَّه أعلم. وقد تمسك بتوثيق ابن المديني وأبي داود العلامتان أحمد شاكر في "تعليقه على سنن الترمذي"، وشيخنا الألباني في "إرواء الغليل" (٧/ ٦٩)، وحكما بصحة الإسناد. وممن صححه أيضًا الحافظان الذهبي والعراقي كما في "فيض القدير" للمناوي. والحديث أُعل بالوقف، قال العقيلي بعد روايته للحديث: وهذا رواه جماعة عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن أبي هريرة موقوفًا. أقول: وهذا الموقوف رواه النسائي في "عشرة النساء" (١٣٢ - ١٣٥) من طرق عن ليث به. وليث هذا ضعيف. وانظر: "إرواء الغليل"، و"التلخيص الحبير" (٣/ ١٨٠). (١) هو حديث خزيمة بن ثابت، وله عنه طرق: فقد رواه أحمد (٥/ ٢١٣ و ٢١٤ و ٢١٥)، وسعيد بن منصور (٣٦٨ - ط. الصميعي)، والبخاري في "تاريخه الكبير" (٨/ ٢٥٦)، وابن ماجه (١٩٢٤) في (النكاح): باب النهي عن إتيان النساء في أدبارهن، والنسائي في "عشرة النساء" (٩٧ - ٩٩)، وابن حبان (٤١٩٨ و ٤٢٠٠)، والدارمي (١/ ٢٦١ و ٢/ ١٤٥)، والطحاوي (٣/ ٤٤)، والطبراني في "الكبير" (٣٧٣٣ و ٣٧٣٩ و ٣٧٤٠ و ٣٧٤١ و ٣٧٤٢ و ٤٧٤٣)، و"الأوسط" (٩٨١)، والدوري في "ذم اللواط" (١٠٢، ١٠٤)، والبيهقي (٧/ ١٩٧ و ١٩٨)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٥/ ق ٧) من طرق عن هرمي بن عبد اللَّه الواقفي عنه به. وهرمي هذا روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حجر في "التقريب": "مستور"، وفي "التلخيص" (٣/ ١٨٠): لا يعرف حاله. ورواه أحمد (٥/ ٢١٣)، والحميدي (٤٣٦)، وسعيد بن منصور (٣٦٩)، والنسائي في "عشرة النساء" (٩٦)، وابن أبي حاتم في "مناقب الشافعي" (ص ٢١٥)، وابن الجارود (٧٢٨)، والطحاوي (٣/ ٤٣)، والطبراني (٣٧١٦)، والبيهقي (٧/ ١٩٧) وفي "مناقب الشافعي" (٢/ ١٥)، وابن حزم (١١/ ٢٨٩) من طرق عن سفيان بن عيينة عن يزيد بن عبد اللَّه بن الهاد، عن عمارة بن خزيمة عنه. وهذا إسناد رواته ثقات، رجال الشيخين غير عمارة وهو ثقة. لكن قال البيهقي: مدار هذا الحديث على هرمي بن عمارة، وليس لعمارة بن خزيمة =