للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقضى -صلى اللَّه عليه وسلم- في اللسان بالدية وفي الشفتين بالدية، وفي البيضتين بالدية، وفي الذكر بالدية وفي الصلب بالدية (١)، وفي العينين بالدية، وفي الرِّجل الواحدة نصف الدية، وأن الرَّجُل يُقتل بالمرأة (٢)، ذكره النسائي


= الهيثم بن حميد عن العلاء بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به، وهذا إسناد جيِّد.
ورواه أبو داود (٤٥٦٧) من طريق مروان بن محمد عن الهيثم بن حميد به، لكن لفظه: "قضى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في العين القائمة السادة لمكانها بثلث الدية"، وليس فيه ذكر "العوراء" لكن يفسره رواية النسائي فإن العين الكاملة التي لا شيء فيها، دينها نصف الدية كما سبق.
(١) انظر قضاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في كسر الصلب في "زاد المعاد" (٣/ ٢٠٥)، و"أحكام الجناية" (ص ٣٢٤ - ٣٢٥)، وفي (ك): "الدية" دون حرف (الباء).
(٢) هو جزء من حديث طويل في كتاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لعمرو بن حزم رواه مطولًا النسائي (٨/ ٥٧ - ٥٨)، وابن حبان (٦٥٥٩)، والدارقطني (١/ ١٢٢)، والحاكم (١/ ٣٩٧)، والبيهقي (٤/ ٨٩ - ٩٠) من طريق الحكم بن موسى عن يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود قال: حدثني الزهري عن أبي بكر بن محمد عمرو بن حزم عن أبيه عن جده.
إلا أنه معلول فقد رواه النسائي بعده (٨/ ٥٩) من طريق محمد بن بكار عن يحيى بن حمزة عن سليمان بن أرقم قال: حدثني الزهري عن أبي بكر بن محمد بن حزم عن أبيه عن جده.
وقال: وهذا أشبه بالصواب واللَّه أعلم، وسليمان بن أرقم: متروك الحديث، وقد روى هذا الحديث يونس عن الزهري مرسلًا.
وقد أعله أيضًا أبو حاتم -كما في "علل ابنه" (١/ ٢٢٢) - وكأنه كان يميل إلى أن سليمان بن داود في الإسناد الأول، هو سليمان بن أرقم المتروك الذي هو في الإسناد الثاني.
وقال أبو داود في "مراسيله" بعد رقم (٢٥٧): أُسنِدَ هذا ولا يصح، رواه يحيى بن حمزة عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه عن جده ثم أسنده من طرق عن يحيى بن حمزة عن سليمان بن أرقم وقال: "والذي قال: سليمان بن داود وهم فيه".
ونقل الذهبي في "ميزان الاعتدال" في ترجمة سليمان بن داود (٢/ ٢٠٠ - ٢٠٢) عن أبي زرعة وصالح جزرة وأبي الحسن الهروي وابن منده أن الصواب سليمان بن أرقم كما هو في أصل كتاب يحيى بن حمزة.
ثم قال الذهبي: ترجح أن الحَكَم وهم ولا بُدّ.
وذكر الذهبي أن الإمام أحمد روى هذا الحديث في "مسنده"، وليس في المطبوع من المسند، مسند لعمرو بن حزم نهائيًا، ثم وجدت الحافظ ابن عساكر في ترتيبه لرواة "المسند" قد ذكره فيهم، فينظر "أطراف المسند المعتلي"، فإنه ليس بين يدي الآن ثم =

<<  <  ج: ص:  >  >>