للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما احتجب فيه عن رعيته (١)، وحلقه رأس نصر بن حجَّاج ونفيه (٢)، وضربه صبيغًا بالدرة لما تتبع المتشابه فسأل عنه (٣)، إلى غير ذلك من السياسة التي ساس بها الأمة فسارت سنة إلى يوم القيامة، كان خالفها مَنْ خالفها.

ولقد حدَّ أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ورضي عنهم في الزنى بمجرد الحبل (٤).

وفي الخمر بالرائحة والقيء (٥)، وهذا هو الصواب، فإن دليل القيء


= في "المحلى" (٩/ ٩) من طريق ربيعة بن زكاء -أو زكار- قال: نظر علي بن أبى طالب إلى زرارة، فقال: ما هذه القرية؟ قالوا: قرية تدعى زرارة، تباع فيها الخمر. . . وفيه أن عليًا -لا عمر- حرقها.
وربيعة ترجمه ابن أبي حاتم (١/ ٢/ ٢٧٨) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وفي إسناده عمر المكتب وحذلم لم أجدهما.
(١) مضى تخريجه، وانظر: "زهد ابن المبارك" (ص ١٧٩) وعزاه المصنف في "الطرق الحكمية" (١٨) إلى "مسائل صالح" ولم أجده في طبعتيه.
(٢) خرجته مفصلًا في تعليقي على "الحنائيات" (رقم ٢٦٦)، وانظر -غير مأمور-: "جزء ابن ديزيل" (رقم ٩، ١٠، ١١، ١٢)، و"طبقات ابن سعد" (٣/ ٢٨٥)، و"أخبار أبي القاسم الزجاجي" (٢٠٩)، و"الإشراف" لابن أبي الدنيا (رقم ٢٥٦)، و"مصنف عبد الرزاق" (٧/ ١٥٢)، و"الجليس الصالح" (٣/ ٣٤٤) للمعافى، و"تاريخ دمشق" (١٧/ ق ٥٣٨ - ٥٤١)، و"مسند الفاروق" (١/ ٤٢٢) لابن كثير، و"تذكرة الحفاظ" (٢/ ٦٠٨)، و"فتح الباري" (١٢/ ١٥٩).
(٣) روى قصة صبيغ هذا الدارمي في "سننه" (١/ ٥٤) من طريق يزيد بن حازم عن سليمان بن يسار أن رجلًا يقال له: صبيغ قدم المدينة، وسليمان بن يسار من الفقهاء الكبار إلا أنه مات بعد المائة، فهو لم يدرك القصة قطعًا.
ورواها الدارمي كذلك (١/ ٥٥) من طريق الليث بن سعد عن ابن عجلان عن نافع مولى ابن عمر أن صبيغ العراقي. . . فذكرها.
ونافع كذلك لم يدرك القصة.
لكن ذكر الحافظ ابن حجر في "الإصابة" في ترجمة صبيغ في "القسم الثاني" لقصته طرفًا كثيرة وأسانيد، ولذلك جزم بصحتها فقال في بداية ترجمته: له إدراك وقصته مع عمر مشهورة، وخرجتها مفصلة في تعليقي على "الموافقات" (١/ ٥٦)، و"الاعتصام" (١/ ١٣٠) كلاهما للشاطبي، وفي كتابي المفرد عن "درة عمر" يسر اللَّه إتمامه ونشره بخير وعافية.
(٤) تقدم تخريجه.
وانظر: "تهذيب السنن" (٣/ ٦٢ - ٦٣)، و"زاد المعاد" (٤/ ٤٠)، و"الطرق الحكمية" (ص ٤).
(٥) أما إقامتهم الحد على السكران بمجرد الرائحة فقد روى البخاري (٥٠٠١) في (فضائل =

<<  <  ج: ص:  >  >>