للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ومن هذا] (١): لفظ الأيْمَانِ والْحَلِفِ، أخرجت طائفةٌ من الأيمان الالتزامية التي يلتزم (٢) صاحبُها بها إيجابَ شيء أو تحريمه، وأدخلت طائفةٌ فيها التعليق المحض الذي لا يقتضي حضًّا ولا منعًا، والأول نَقْصٌ من المعنى، والثاني تحميلٌ له فوق معناه.

ومن ذلك لفظُ الربا، أدخلتْ فيه طائفةٌ ما لا دليل على تناول اسم الربا له، كبيع الشَّيْرَج بالسِّمسِم، والدِّبْس بالعنب، والزيت بالزيتون، وكل ما استخرج من ربويٍّ وعمل منه بأصله، وإنْ خرج عن اسمه ومقصوده وحقيقته، وهذا لا دليلَ عليه يوجب المصيرَ إليه لا من كتاب، ولا من سنة، ولا إجماع ولا ميزان صحيح، وأدخلت فيه من مسائل مُد عَجْوَة ما هو أبعد شيء عن الربا، وأخرجت طائفة أخرى منه ما هو من الربا الصريح (٣) حقيقة وقصدًا وشرعًا (٤)، كالحيل الربوية التي هي أعظم مَفْسدةً من الربا الصريح، ومفسدة الربا البَحْت الذي لا يتوصل إليه بالسلاليم أقلُّ بكثير، وأخرجت منه طائفةٌ بيع (٥) الرطب [بالتمر] (٦)، وإن كان كونه من الربا أخفى من كون الحيل الربوية منه، فإن التماثُلَ موجودٌ فيه في الحال دون المآل، وحقيقةُ الربا في الحيل الربوية أكملُ وأتم منها في العقد الربوي الذي لا حيلة فيه.

ومن ذلك لفظ البينة (٧)، قَصَّرَتْ به (٨) طائفة، فأخرجتْ منه الشاهدَ واليمين (٩)، وشهادة العبيد (١٠) العُدُول الصادقين المقبولي القول على اللَّه ورسوله، وشهادة النساء منفردات (١١) في المواضع التي لا يحضرهنّ فيه الرجالُ، كالأعراس


(١) في (ك): و (ق): "ومنها".
(٢) في (ن): "يلزم".
(٣) في المطبوع: "الصحيح".
(٤) في المطبوع: "قصدًا وشرعًا" بدون (و).
(٥) في المطبوع: "تبع"!.
(٦) ما بين المعقوفتين سقط من (ك) و (ق)، وقال في هامش (ق): "لعله باليابس".
(٧) انظر: "الطرق الحكمية" (ص ٩، ١٢، ٢٠، ٦٣، ١٧٥، ٢٥٩، ٢٦٣)، و"إغاثة اللهفان" (٢/ ٦١، ١١٩)، و"مفتاح دار السعادة" (ص ١٥٩ - ١٦٠)، و"بدائع الفوائد" (٣/ ١١٨).
(٨) في المطبوع: "بهما".
(٩) انظر المسألة والتفصيل فيها في: "الإشراف" (٥/ ٤٤ رقم ١٨٠٨) وتعليقي عليه.
(١٠) انظر المسألة والتفصيل فيها في: "الإشراف" (٥/ ٦١ رقم ١٨٢١) وتعليقي عليه، ووقع في (ق): "المقبولين".
(١١) انظر المسألة والتفصيل فيها في: "الإشراف" (٥/ ٥٣ رقم ١٨١٦) وتعليقي عليه، ووقع في (ق): "في الموضع".

<<  <  ج: ص:  >  >>