للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهما (١) أبوابٌ مفتَّحة، وعلى الأبواب ستورٌ مرخاةٌ، وعلى باب الصراط داعٍ يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعًا ولا تعوجوا (٢)، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب قال: ويحك (٣)! لا تفتحه، فإنَّك إنْ تفتحه تَلِجْهُ، فالصِّراطُ الإسلامُ، والسوران حدودُ اللَّه، والأبوابُ المفتَّحةُ محارمُ اللَّه، فلا يقع أحد في حد من حدود اللَّه حتى يكشف الستر، والداعي على رأس الصراط كتاب اللَّه، والداعي من فوق الصراط واعظُ اللَّه في قلب كلِّ مسلم" (٤)، فليتأمَّل العارف قدر هذا المثل، وليتدبره حقَّ تدبُّره، ويزن به نفسه (٥)، وينظر أين هو منه، وباللَّه التوفيق.

وقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَثَلي ومَثَلَ الأنبياء قبلي كمثل رجل بنى دارًا فأكملها وأحسنها إِلا موضع لَبِنَة، فجعل الناسُ يدخلونها ويتعجَّبون منها، ويقولون: لولا (٦) موضعُ تلك اللبنة، فكنتُ [أنا] موضع تلك اللبنة"، رواه مسلم (٧). وفي "الصحيحين" من


(١) في (ق): "لها".
(٢) في المطبوع: "ولا تعرجوا".
(٣) في (ق): "ويلك".
(٤) أخرجه أحمد في "المسنده" (٤/ ١٨٢ - ١٨٣ و ١٨٣)، والترمذي في "السنن" (كتاب الأمثال): باب ما جاء في مثل اللَّه لعباده (٥/ ١٤٤/ ٢٨٥٩)، والطبري في "جامع البيان" (١٨٦ و ١٨٧)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (٢١٤١ و ٢١٤٢ و ٢١٤٣)، والرامهرمزي في "الأمثال" (رقم ٣)، وأبو الشيخ في "الأمثال" (رقم ٢٨٠)، والنسائي في "السنن الكبرى" (١١٢٣٣)، والحاكم في "المستدرك" (١/ ٧٣)، وابن أبي عاصم في "السنة" (١٨، ١٩)، وابن نصر في "السنة" (٥) والآجري في "الشريعة" (١١) من طريقين عن جببر بن نفير عن النواس بن سمعان به.
قال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي "تحفة الأشراف" (٩/ ٦١): حسن غريب، وهو اللائق؛ لأن رواته ثقات.
وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وقال ابن كثير في "تفسيره": "وهذا إسناد حسن صحيح".
(٥) في (ق): "ويزن نفسه به".
(٦) في (ك) و (ق): "لو"، وقال في هامش (ق): "لعله: لولا".
(٧) في (كتاب الفضائل): باب ذكر كونه -صلى اللَّه عليه وسلم- خاتم النبيين (رقم ٢٢٨٧). ووقع في (ق): "وكنت أنا".
وما بين المعقوفتين سقط من (ك).
وهو في "صحيح البخاري" -أيضًا- في (كتاب المناقب): باب خاتم النبيين -صلى اللَّه عليه وسلم- من حديث جابر (رقم ٣٥٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>