للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أعطانيها النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في المنامِ، فحمدتُ الله، وقلتُ: الأمرُ أيسرُ مِن ذلكَ، فما فرغَتْ حتَّى فتحَ اللهُ بغيرها.

وحكى عنه ابنُ صالحٍ: أنَّه سمعَه يقولُ: كانَ والدُنا لا يأتي أُمَّنَا إلا وهو على وضوءٍ، وبعدَ قراءةِ سور الإخلاصِ ثلاثًا، وحملتْ بَنِيها الثلاثةَ، أعني: حسنًا، وحسينًا، والزُّبير بعد ذلك، رحمهم الله.

ووصفَه الإسنويُّ في ترجمة أخيهِ النَّجمِ حسينٍ، مِن "طبقاته" (١) هو وأخوه حسنٌ بالصَّلاحِ والعلمِ، وأنَّ هذا قرأ بالسَّبع، وسكنَ المدينةَ، وأنَّ حسنًا ماتَ بالمدينةِ قبلَ أخيهما حسينٍ بنحوِ خمسَ (٢) عشرةَ سنةً، انتهى.

وقد حدَّثَ الزُّبيرُ هذا بالمدينةِ في سنةِ سبعٍ وثلاثين وسبعِ مئةٍ بـ "الشّفاء"، حملَهُ عنه جماعةٌ، وممَّن أخذَه عنه أبو عبدِ الله ابنُ مرزوقٍ، وكذا سمعَ عليه عبدُ الله بنُ محمَّدِ بنِ أبي القاسمِ ابنِ فَرحونٍ اليَعمريُّ (٣). وذكرَه شيخُنا في "الدُّرر" (٤)، فقَال: أبو عبدِ الله المُقري، شرفُ الدين، أخو حسينٍ المتقدِّمِ ذِكرُه، ولدَ سنةَ ستين وستِّ مئةٍ، وسمعَ قطعةً من "المطر" (٥) لابنِ دريدٍ على العزِّ الحرَّانيِّ (٦)، وسمعَ "الشِّفاء"


(١) "طبقات الشافعية" للإسنوي ١/ ٨٥ (١٥١).
(٢) في الأصل: سنة، وهو خطأ.
(٣) صاحب "تاريخ المدينة".
(٤) "الدرر الكامنة" ٢/ ١١٣.
(٥) كتابٌ في اللغة، مطبوع.
(٦) عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ المنعم، الملقَّبُ بالعزِّ الحرَّانيّ، مسنِدُ القاهرة، تفرَّدَ في وقته، ورُحِلَ إليه. مولده سنة ٥٩٤، ووفاته سنة ٦٨٦ هـ. "تاريخ الإسلام" للذهبي ٥١/ ٢٧٠، و"ذيل التقييد" ٢/ ١٢٨، و"شذرات الذهب" ٥/ ٣٩٦.