للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لمسلمٍ (١)، أسلمَ بعدَ أبي بكرِ الصَّدِّيقِ بيسيرِ، وهاجرَ إلى الحبشةِ والمدينة، وكانَ ممَّنْ دخلَ المدينةَ قبلَه -صلى الله عليه وسلم-، ولم يتخلَّفْ عن غزاةٍ غزاها النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، وكانَ عليه يومَ بدو عِمامةٌ صفراءُ، وكانَ مُعتجرًا (٢) بها، فيقالُ: إنَّها كانتْ يومئذِ سِيما الملائكة، وقال له النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- (٣): "ارمِ فِداكَ أبي وأمي ".

وقال ابنُه عبدُ اللهِ: إنَّه لم يلِ إمارةَ قطُّ، ولا جبايةً، ولا خَراجًا، ولا شيئًا، وقال فيه حسَّانُ (٤):

فما مثلُه فيهمُ، ولا كانَ قبلَه … وليسَ يكونُ الدَّهرَ -ما دامَ- يذبلُ

ومنها:

وإنَّ امرءًا كانتْ صفيةُ أمَّهُ … ومِنْ أسدٍ في بيتِه لمرفَّلُ (٥)

لهُ مِن رسولِ الله قُربى قريبةٌ … ومن نُصرةِ الإسلامِ مجدٌ مؤثلُ (٦)

وكم كُربةٍ ذَبَّ الزُّبيرُ بسيفِهِ … عن المصطفى واللهُ يُعطي ويُجزِلُ

وكانَ -رضي الله عنه- كثيرَ أفعالِ الخيرِ والرِّزقِ، أوصى إليه عثمانُ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ،


(١) "الطبقات" ١/ ١٤٥ (٦)، بل جعله سادسهم.
(٢) قال الفيروزآباديُّ: الاعتجارُ: لفُّ العِمامة دون التَّلحَّي. "القاموس": عجر.
(٣) أخرجه أبو يعلى في "مسنده" ٢/ ٣٥ (٦٧٣)، ونحوه في البخاري، كتاب المناقب، باب: مناقب الزبير بن العوام (٣٥١٥).
(٤) "ديوان حسان بن ثابت"، ص: ٣٣٨.
(٥) أي: معظَّم. قال الجوهريُّ: الترفيل: التعظيم. " الصحاح ": رفل.
(٦) أي: أصيلٌ. قال الجوهريُّ: التأثيلُ: التأصيلُ، يقال: مجدٌ مؤثلٌ، وأثيلٌ. " الصحاح ": أثل.