للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فارقهَا بعدَ أنْ أوْلدَهَا مَا أثكلاهُ، وبعدَ مدةٍ تزوَّجَ ابنَةَ أخِيهَا الكَماليِّ بعدَ موتِ والدِهَا، وكذَا زَوَّجَ ابنتَهُ من مُستولَدةٍ له بمملوكِهِ جام بلاط، وكَانَ العقدُ في ثامن شعبانَ سنةَ ثمانٍ وتسعينَ بسكنِ أبيهَا.

[أَقولُ (١): " وذكرَه المؤلفُ في "تاريخه" (٢) باختصارٍ ممَّا تَقَدَّمَ معَ عظمتِهِ، وذكرَ وظائفَهُ وعَمائرَهُ بالحرمَينِ الشَّريفَينِ، وهوَ كفؤٌ في كلِّ ما [كان] (٣) يُفوَّضُ إليهِ، حَسنُ النَّظَرِ والتَّأمُّلِ، وإنفاذِ أوقاتِهِ بالعِبادةِ والتِّلاوةِ، وسَماعِ الحدِيثِ والمُطالعَةِ، والتَّطلُّعِ إلى التَّرقِّي في الفضائِلِ، وعِندَهُ مِنْ تصانِيفِي (٤) عدَّةٌ [مضافةً] لِما حواهُ مِنْ كتبِ العلمِ، وبالجملةِ فهو نادرةٌ في أبناءِ جِنسهِ، حَسنةٌ من حسناتِ الدَّهرِ، ومحُاضَرَتُهُ جيِّدَةٌ، وأدبُهُ كثِيرٌ، وعَقْلُهُ شَهيرٌ، وأهلُ طيبةَ مسْرُورُونَ بهِ]. انتهى.

وقدْ عاشَ بعدَ المؤلِّفِ نحوَ عشرينَ سنةً حتَّى جَاوزَ عمرُهُ ثمانِينَ سنةً، وضَعُفَتْ بِنيتُهُ، وقلَّتْ حركتُهُ، ومعهَا كانَ يحُجُّ في كلِّ عَامٍ، ويباشِرُ وظِيفتَهُ مع جميعِ الإنْعَامِ، حتَّى عُزلَ عنهَا في موسمِ سنةِ ثلاثَ عشرةَ (٥) وتسعِ مئةٍ بقانصوه القيم الجاركسيِّ ونوبِهِ (٦)، في موسمِهِ بالقاهرةِ.


(١) ما بين المعكوفتين زيادة من الناسخ.
(٢) بياض في الأصل بمقدار ثلاث كلمات تقريبا، "الضوء اللامع" ٣/ ٢٣٩ - ٢٩٤.
(٣) في الأصل: في كل ما يفوض، والتصويب من المصدر السابق.
(٤) في الأصل: من مصانيفي، والتصويب من المصدر السابق.
(٥) في المخطوطة: سنة ثلاثة عشر، وهو خطأ.
(٦) كذا ورد في المخطوطة.