للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سنةَ ستٍّ وثلاثين، فدامَ إلى سنةِ ثلاثٍ وأربعين، فملكَ طُفيلٌ المدينةَ عَنوةً، واستمرَّ على الإِمرةِ حتَّى عُزلَ في سنةِ خمسين بسعدِ بنِ ثابتِ بنِ جمّازٍ، وكانَ دخولُه المدينةَ في ثاني عشري ذي الحجَّةِ منها، فخرجَ الطُّفيلُ منها بعدَ أنْ نهبَها أصحابُه في ذي الحجَّةِ، قبلَ دخولِ المتولِّي، ثمَّ قصدَ مصرَ، فاعتُقلَ فيها، حتَّى ماتَ سنةَ اثنتين وخمسين وسبعِ مئةٍ.

وإلى هذهِ الحادثةِ أشارَ ابنُ فَرحونٍ، فقال (١): ووَلِيَ طُفيلٌ مرَّةً أخرى، واستمرَّ حاكمًا على طريقةٍ حسنةٍ، ومآثرَ مُستحسنة، إلى سنةِ خمسين، فصدرَتْ منه أشياءُ عن تدبيرِ بعضِ الوزراءِ لا تليقُ بمثلِه، فعُزِلَ بابنِ عمّه سعدِ بنِ ثابتٍ، وحُبسَ هذا حتَّى ماتَ في شوَّالٍ سنةَ اثنتين وخمسين وسبعِ مئةٍ، وكانَ خليقًا للمُلك، سلطانًا مَهيبًا مُعظَّمًا، محُبَّبًا إلى الرَّعيةِ، عاليَ الِهمَّةِ، كاملَ السُّؤْدد، جمَّ المناقبِ، يوالي المجدُ ورين، ويُحسنُ إليهم، ويَقبلُ شفاعتهم .... انتهى.

وذكرَه المجدُ، فقالَ (٢): كانَ أميرًا كبيرًا، كاملَ السُّؤدد، عاليَ الِهمَّة، مَهيبًا، مُعظَّمًا في النُّفوسِ، محُبَّبًا إلى الرَّئيس والمرؤوس، جمعَ مفاخرَ المناقب، وفرعَ (٣) من المآثرِ أعالي المراتب، هِجّيرُه الإحسان لا سيّما إلى المجاورين، وسَجِيَّته السَّماحةُ خصوصًا للوافدين الزَّائرين، شفاعاتُ المجاورينَ عندَه مَقبولة، وطينتُه الكريمةُ


(١) "نصيحة المشاور" ٢٥٧ - ٢٥٨.
(٢) "المغانم" ١٢٢٢ - ١٢٢٤.
(٣) أي: طال وعلا. "القاموس": فرع.