للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و"التنبيه"، وكانَ يقولُ في حالِ قراءتِه عليه "للحاوي": استفدتُ معك أكثرَ مما استفدتَ معي.

وقد أقرائُه مِراراً ما فهمتُه مثلَ هذه المرَّةِ، ولما فرغَه (١) قالَ لمن حضرَ: اشهدوا عليَّ أنَّه شيخي فيه، وجاء إلى مكانه في ابتداء قراءته فخطبه (٢) لقراءتِه عليه.

كلُّ ذلكَ من التَّواضعِ، وحسنِ الاعتقادِ، والمحبَّةِ في اللهِ، والودادِ. كلُّ هذا بإخبارِ العفيف.

وكانَ عارفاً بالفقهِ والأصلينِ، والعربيةِ، والفرائضِ، والحسابِ، وغرِها من فنونِ العلم، مع نظمٍ كثيرٍ، دؤَن منه نحوَ عشرةِ كراريسَ كبارٍ، وتواليفَ في فنونِ العلمِ، منها: "المرهم في أصول الدِّين" (٣)، و"قصيدة" نحوُ ثلاثةِ آلافِ بيتٍ في العربيةِ، وغيرها، وقالَ: إنَّها تشتملُ على قريبِ عشرينَ علماً، بعضُها متداخلٌ، كالتَّصريفِ مع النَّحوِ، والقوافي مع العَروضِ، ونحوِها، و"تاريخٌ" ابتدأه من أوَّلِ الهجرةِ (٤)، و "روض الرَّياحين في أخبار الصالحين" (٥) و"الذيل" عليه، و"الإرشاد والتطريز" (٦)، و"الدُّرَّة المستحسنة في تكرير العمرة في السنة" وغيرها.


(١) هكذا في الأصل؟ وفي "العقد الثمين" ٥/ ١٠٥: ولما فرغتُ من قراءته ظن، وهو الصواب.
(٢) هكذا في الأصل؟.
(٣) اسمه: "مرهم العلل المعضلة، في دفع الشُّبَه والرَّدِّ على المعتزلة، بالبراهين والأدلة المفضَّلة، مختومٌ بعقيدة أهل السُّنَّة المفضَّلة" طبع في كلكتا بالهند سنة ١٩١٠ م.
(٤) هو "مِرْآة الجنان، وعبرة اليقظان، في معرفة حوادث الزمان"، طبع في الهند.
(٥) مطبوع.
(٦) "الإرشاد والتطريز في فضل ذكر الله، وتلاوة كتابه العزيز"، مخطوط، لم يطبع.